وروى ابن عساكر عليّ بن الحسين الشافعي المتوفّى سنة ٥٧١ هـ في كتابه تاريخ مدينة دمشق :
«عن عوف بن مالك قال : سمعت النبيّ (صلى الله عليه وآله) يقول : (افترقت بنو إسرائيل على إحدى وسبعين فرقة ، وتزيد أمّتي عليها فرقة ، ليس فيها فرقة أضرّعلى أمّتي من قوم يقيسون الدين برأيهم ، فيحلّون ما حرّم الله ، ويحرّمون ماأحلّ الله)»(١).
وعنه : «عن النبيّ (صلى الله عليه وآله) قال : (تفترق أمّتي على بضع وسبعين فرقة ، أعظمها فتنة على أمّتي قوم يقيسون الأمور برأيهم ، فيحلّون الحرام ، ويحرّمون الحلال)»(٢).
وعنه : «عن رسول الله (صلى الله عليه وآله) قال : (تفترق هذه الأمّة بضعاً وسبعين فرقة ، شرّها فرقة قوم يقيسون الرأي ، يستحلّون به الحرام ، ويحرّمون به الحلال)»(٣).
وروى الفخر الرازي محمّد بن عمر الشافعي المتوفّى سنة ٦٠٦ هـ في كتابه التفسير الكبير :
قال : «إنّ قولنا : (أعوذ بالله من الشيطان الرجيم) لا شكّ أنّ المراد منه الاستعاذة بالله من جميع المنهيّات والمحظورات ، ولا شكّ أنّ المنهيّات إمّا أن تكون من باب الاعتقادات ، أو من باب أعمال الجوارح.
أمّا الاعتقادات فقد جاء في الخبر المشهور قوله (صلى الله عليه وآله) : (ستفترق أمّتي على ثلاث وسبعين فرقة ، كلّهم في النار إلاّ فرقة واحدة) وهذا يدلّ على أنّ الإثنين والسبعين موصوفون بالعقائد الفاسدة ، والمذاهب الباطلة.
__________________
(١) تاريخ مدينة دمشق ٦٢/١٥١.
(٢) تاريخ مدينة دمشق ٦٢/١٥١.
(٣) تاريخ مدينة دمشق ٦٢/١٥٤.