ثمّ إنّ ضلال كلّ واحدة من أولئك الفِرَق غير مختصّ بمسألة واحدة ، بل هو حاصل في مسائل كثيرة من المباحث المتعلّقة بذات الله تعالى ، وبصفاته وبأحكامه وبأفعاله وبأسمائه ، وبمسائل الجبر والقدر ، والتعديل والتجويز ، والثواب والمعاد ، والوعد والوعيد ، والأسماء والأحكام والإمامة ، فإذاوزَّعنا عدد الفِرق الضالّة ـ وهو الإثنان والسبعون ـ على هذه المسائل الكثيرة بلغ العدد الحاصل مبلغاً عظيماً ، وكلّ ذلك أنواع الضلالات الحاصلة في فرَق الأمّة»(١).
وروى القاضي عبدالرحمن بن أحمد الأيجي المتوفّى سنة ٧٥٦ هـ في كتابه المواقف :
«في ذكر الفرق التي أشار إليها الرسول (صلى الله عليه وآله) بقوله : (ستفترق أمّتي ثلاثاً وسبعين فرقة ، كلّها في النار إلاّ واحدة ، وهي ما أنا عليه وأصحابي) وكان ذلك من معجزاته حيث وقع ما أخبر به.
إعلم أنّ كبار الفرق الإسلامية ثمانية : المعتزلة ، والشيعة ، والخوارج والمرجئة ، والنجارية ، والجبرية ، والمشبّهة ، والناجية»(٢).
هذا ما أردنا ذكره من الأحاديث الواردة في افتراق الأمّة كما افترقت الأمم السابقة هكذا أخبرنا به النبيّ الأكرم والأئمّة الطاهرين : ، وهي أحاديث كثيرة كثيرة اخترنا منها اليسير لكي لا تطول المقدّمة وخير الكلام ما قلّ ودلّ.
والحمد لله ربّ العالمين وصلّى الله على نبيّه المصطفى ووصيّه المرتضى وآلهما الطيّبين الطاهرين.
__________________
(١) التفسير الكبير١/٣/٤.
(٢) المواقف ٣/٦٤٩.