والذي ترجمه ابنُ خَلِّكَان ونقل عنه السيّد ترجمته المنقول بعضها هنا : هو معروف الكرخي(١) ، وليس مَعْرُوف بن خَرَّبُوْذ.
ثمّ قال السيّد : «وابنُ قُتَيْبَةَ حينَ أوردَ رِجال الشيعة في كتابه (المعارف) ، عَدَّ معروفاً منهم(٢) ، احتجّ مسلمٌ بمعروف(٣) ، ودونك حديثه في الحجّ من الصحيح عن أبي الطُفَيْل»(٤).
ومَنْ ذكره ابنُ قُتَيْبَةَ في (معارفه) وروى عنه مسلمٌ في الحجّ من (صحيحه) هو مَعْرُوف بن خَرَّبُوْذ (صاحب الترجمة) فالنقلُ فيه عن ابن قُتَيْبَةَ ومسلم صاحب (الصحيح) صحيحٌ.
لكن السيّد رجع بعد ذلك إلى ترجمة معروف الكرخيّ ، فقال ـ وكأنّ الحديث عن مَعْرُوف بن خَرَّبُوْذ! ـ : «تُوُفّي بِبَغدادَ سنة مِئَتين ، وقبرُهُ معروف يُزارُ ، وكانَ سَرِيٌّ السقطيّ من تلامذته».
وشتّانَ بين المعروفَيْنِ! :
فابنُ خَرَّبُوْذ محدّثٌ شيعيٌّ مَكّيٌّ ، والآخر صوفيّ بغداديٌّ كَرْخِيٌّ.
والأوّلُ أدرك أباالطفيل ـ آخِرَ الصحابةِ مَوْتأ ـ وروى عنه ، وكانَ من أصحاب السجّاد ، والباقر ، والصادق عليهمالسلام.
والكرخيّ أسلمَ على يَدِ الإمام عليّ بن موسى الرِضا ، وكان من مَواليهِ ، ولم يُذكَرْ في رجال الشيعة ، بل عدّهُ أهلُ السنّة من رجالهم الصالحينَ ، ومشايخ الصوفيّة العارفين ، وهو من رجال الطريقة عندهم ، إذ أخَذَها ـ في مايقول متصوّفة السنّة ـ عن طريقين :
الأوّل : عن الإمام الرِضا عن آبائه إلى رسول الله (صلى الله عليه وآله).
__________________
(١) وفيات الأعيان ٥ / ٢٣١ ـ ٢٣٢ ، المراجعات ١٧٠.
(٢) المعارف : ٦٢٤.
(٣) صحيح مسلم ٤ / ٦٨.
(٤) المراجعات : ١٧٠.