ثمّ اعتذر عنه بأنّ التسنّن ومحبّة عليّ لا يجتمعان.
وروى الصدوق في كتاب علل الشرائع : «بإسناده إلى عليّ بن حشرم ، قال : سمعت ابن حنبل ـ وهو صاحب المذهب وإمام الحنابلة ـ يقول : لا يكون الرجل سنيّاً ـ من أهل السنّة والجماعة ـ حتّى يبغض عليّاً بغضاً قليلا»(١).
ونقل السيّد الجليل نورالدين التستري في كتاب مجالس المؤمنين وإحقاق الحقّ : «إنّ فقهاء ما وراء النهر وفضلاءهم لم يزالوا يفتون بأنّه يشترط في الإيمان بغض عليّ قدر حبّة شعير»(٢).
وممّا يشهد بذلك ما ذكره الفاضل الجليل نورالدين عليّ بن محمّد
__________________
ومن شدّة بغضه لعليّ عليهالسلام أبغض محبّيه من آل طاهر ونسبهم إلى الرفض فقال :
فتظافرت الروافض والنصارى |
|
وأهل الاعتزال على هجائي. |
انظر طبقات الشعراء لابن المعتزّ : ٣١٩ ـ ٣٢٠.
وقال المرزباني : وقد أكثر الشعراء في هجاء عليّ بن الجهم لانحرافه عن أهل البيت عليهمالسلام. انظر معجم الشعراء : ١٤٠.
(١) علل الشرائع : ٤٦٧/٢٥ ، وفيه : لا يكون الرجل مجرماً ، وعنه في بحار الأنوار ٤٩/٢٦١/٢ ، وفيه لا يكون الرجل سنيّاً ونقله البياضي العاملي في الصراط المستقيم٣/٢٢٤/٥ ، عن مسند جعفر ، عن أحمد ، وكذلك الشيرازي في الأربعين : ٦٥٣.
وممّا يؤيّد هذا القول الصادر عن أحمد بن حنبل ما رواه صدوق الطائفة في علل الشرائع : ٤٦٧ / ٢٣ ، قال : حدّثنا أبو سعيد محمّد بن الفضل بن محمّد بن إسحاق المذكّر النيسابوري بنيسابور ، قال : سمعت عبدالرحمن بن محمّد بن محمود يقول : سمعت إبراهيم بن سفيان يقول : إنّما كانت عداوة أحمد بن محمّد مع عليّ بن أبي طالب عليهالسلام أنّ جدّه ذا الثدية الذي قتله عليّ بن أبي طالب يوم النهروان ، كان رئيس الخوارج.
فمن كان هذا جدّه وأصله فلا يستبعد أن يتلفّظ بمثل هذا.
(٢) لم أعثر عليه في مظانّه.