المكّي المالكي ، ولم أرَ في المخالفين مثله في الإنصاف وقلّة النصب في كتابه الفصول المهمّة قال : «حكى الشيخ الإمام العلاّمة المحدّث بالحرم الشريف النبوي جمال الدين محمّد بن يوسف الزرندي(١) في كتابه المسمّى بـ درر السمطين في فضائل(٢) المصطفى والمرتضى والسبطين : إنّ الإمام المعظّم والحَبر المكرّم أحد الأئمّة المتّبعين(٣) ، المقتدى بهم في أمور الدين محمّد بن إدريس الشافعي لمّا صرّح بمحبّته لأهل البيت(٤) وأنّه من شيعتهم(٥) قيل فيه ما قيل ، يعني اتّهم بالرفض والتشيّع ، هذا وهو السيّد الجليل.
وقد ذكر هذا المعنى الشافعي في أبيات نيّرة منها :
قالوا : ترفّضت ، قلت : كلاّ |
|
ما الرفض ديني ولا اعتقادي |
لكن تولّيتُ غير شكّ(٦) |
|
خيرَ إمام وخير هادي |
إن كان حبّ الوصيّ رفضاً |
|
فإنّني أرفَضُ العبّاد»(٧) |
وقال أيضاً في الكتاب المذكور : «حكى قاضي القضاة تاج الدين عبدالوهّاب السبكي في طبقاته الكبرى عن السيّد الجليل أبي عبدالرحمن
__________________
(١) في النسخة : الزيدي ، وما أثبتناه من المصادر هو الصحيح.
انظر الدرر الكامنة في أعيان المائة الثامنة٤/٢٩٥ ، كشف الظنون١/٧٤٧ ، هدية العارفين : ١٥٧.
واسمه : محمّد بن يوسف بن الحسن الزرندي المدني الحنفي.
(٢) في النسخة : فضل ، وما أثبتناه من المصادر.
(٣) في المصدر : المتتبعين.
(٤) في المصدر : محبّة أهل البيت.
(٥) قوله : (وإنّه من شيعتهم) لم يرد في المصدر.
(٦) في المصدر : دون شكٍّ. وما في المتن مطابق لما في الديوان.
(٧) الفصول المهمّة : ٢٠ ـ ٢١ ، ديوان الشافعي : ٧٢.