النسائي أحد أئمّة الحديث المشهور كتابه واسمه : إنّه لمّا دخل إلى دمشق وصنّف فيها كتاب الخصائص في فضل عليّ عليهالسلام أنكروا عليه ذلك وقيل له : لِمَ لاصنّفت في فضائل الشيخين؟ فقال : دخلت إلى دمشق والمنحرِف عن عليّ عليهالسلام بها كثير ، فصنّفت كتاب «الخصائص» رجاء أن يهديهم الله تعالى به فدفعوا في خصيتيه(١) وأخرجوه من المسجد ثمّ ما زالوا به حتّى أخرجوه من دمشق إلى الرملة فمات بها»(٢).
وقال أيضاً في الكتاب المذكور : «حكى الإمام أبو بكر البيهقي في الكتاب الذي صنّفه في مناقب الإمام الشافعي إنّ الإمام الشافعي قيل له : إنّ أُناساًلايصبرون على سماع منقبة أو فضيلة لأهل البيت قطّ ، وإذا رأوا أحداً يذكرشيئاً من ذلك قالوا : تجاوزوا عن هذا فإنّه رافضي ، فأنشأ الشافعي يقول :
إذا في مجلس ذكروا عليّاً |
|
وسبطيه وفاطمة الزكيّة |
يُقال تجاوزوا يا قوم هذا(٣) |
|
فهذا من حديث الرافضيّة |
برئتُ إلى المهيمن من أُناس |
|
يرونَ الرفضَ حُبَّ الفاطميّة»(٤) |
وأيّ دليل على نصبهم من هذه الدلائل والأحوال حتّى أنّهم اتّهموا كثيراً من أئمّتهم بالتشيّع ، وأظهروا عداوتهم بمجرّد محبّتهم لأهل البيت عليهمالسلام :
١ ـ محمّد بن جرير الطبري صاحب التاريخ.
__________________
(١) في النسخة : خصييه ، وفي المصدر : خاصرته. وما في المتن أثبتناه من الطبقات الكبرى.
(٢) الفصول المهمّة : ٢١ ، الطبقات الكبرى٣/ ١٥ ـ ١٦.
(٣) في المصدر : عنه.
(٤) الفصول المهمّة : ٢١ ـ ٢٢ ، ديوان الشافعي : ١٥٢.