قول الفخر الرازي : «الشيعة جنس تحته أنواع : الإمامية ، والزيدية ، والغلاة ، والإسماعيلية»(١) ، وردّ الفاضل الجليل المقداد في التنقيح بأن قال : «هوبمعزل عن التحقيق ؛ لأنّ الغلاة والإسماعيلية خارجون عن الإسلام فضلا عن التشيّع ، وكذا الصالحية والسليمانية من الزيدية ، لاعتقادهم خلافة الشيخين ليس لهم في التشيّع نصيب»(٢).
ويمكن الذبّ عنه بأنّ الإسماعيلية قد لا يكونون ملاحدة فلا يخرجون عن الإسلام ، وقد نبّه على ذلك شيخنا الشيخ الشهيد الثاني عطّر الله مرقده في شرح الشرائع(٣) وسيأتي تحقيق ذلك.
والمراد بالزيدية عند الإطلاق هم الجارودية ؛ لانقراض الصالحية والسليمانية ، وأيضاً فالمفهوم من كلام أفضل المحقّقين الخواجة نصيرالدين محمّد بن محمّد بن الحسن الطوسي في كتابه قواعد العقائد : «إنّ الصالحية إنّماقالوا بخلافة الشيخين لزعمهم أنّ عليّاً عليهالسلام رضي بخلافتهما»(٤) ، وأنّه عليهالسلامهو الإمام أصالة.
ومنها قول المحقّق نصيرالدين المذكور في قواعد العقائد ووافقه تلميذه العلاّمة جمال الدين أبو منصور الحسن بن يوسف بن المطهّر الحلّي في شرحها الموسوم كشف الفوائد وهو أنّ الشيعة هم القائلون : «إنّ نصب الإمام واجب على الله عقلا ، وإنّ الطريق إلى معرفة الإمام هو النصّ من الله أوممّن هو منصوص من قبل الله لا غير»(٥).
__________________
(١) محصّل أفكار المتقدّمين والمتأخّرين : ٣٥٢.
(٢) التنقيح الرائع ٢/٣١٧.
(٣) مسالك الأفهام١/٢٤.
(٤) قواعد العقائد : ٤٦٢ (ضمن تلخيص المحصّل).
(٥) كشف الفوائد في شرح قواعد العقائد : ٧٧ (ضمن مجموعة الرسائل).