وأخرج الغلاة والإسماعيلية منهم وقال : إنّهم يقولون بوجوب نصب الإمام من الله وهو نصّ في إلحاد الإسماعيلية ، كما ذكره الفاضل المقداد ، وصرّح المحقّق المذكور في قواعد العقائد(١) بإلحادهم ، كما سننقله فيما بعد.
ثمّ إنّه قسّم الشيعة إلى الإمامية والزيدية والكيسانية ، وذكر أنّ الإمامية والكيسانية قالوا : يشترط أن يكون النصّ جليّاً ، واكتفت الزيدية بالنصّ الخفي(٢).
وهنا أبحاث :
الأوّل : ما ذكراه من أنّ الزيدية توجب نصب الإمام على الله تعالى عقلاغير مطابق لما هو المشهور عنهم ، فإنّ المشهور عنهم الوجوب على الخلق سمعاً كالأشاعرة ، وهو الذي نقله عنهم الفاضل الجليل والعالم النبيل زين الملّة والدين ابن فوطة الحلّي في كتابه مراصد العرفان ومقاصد الإيمان ونقل عنهم الشارح الجديد للتجريد وهو ملاّ عليّ القوشجي أنّهم يذهبون إلى مذهب المعتزلة ، وهو الوجوب عقلا على الخلق(٣).
وفي كتاب كشف البراهين في شرح زاد المسافرين تصنيف الشيخ الفاضل محمّد بن علي بن إبراهيم بن أبي جمهور الأحسائي ، إنّهم يوجبون على الله عقلا كالإمامية(٤) ، كما نقلناه عن الإمامين العالمين في قواعد العقائد وشرحها والتوفيق بين هذه النقول الثلاثة غير مشكل فتدبّر.
__________________
(١) قواعد العقائد : ٤٥٨ (ضمن تلخيص المحصّل).
(٢) كشف الفوائد : ٧٨ (ضمن مجموعة الرسائل).
(٣) شرح تجريد العقائد : ٣٦٥ / المقصد الخامس في الإمامة.
(٤) كشف البراهين : ٣٢٢.