الثالث : الظاهر أنّ مرادهما بالزيدية : الجارودية ، لا مطلقاً ، فخرج الفرق الباقية ، وينبّه عليه أنّ معنى اشتراطهما النصّ الخفي على ما ذكره أفضل المحقّقين عطّر الله مرقده في الكتاب المذكور أنّه قد نصّ النبيّ (صلى الله عليه وآله) والأئمّة بعده على أنّ من جمع الشرائط التي اشترطوها في الإمام فهو إمام ، ومن تلك الشرائط كونه من ولد فاطمة عليهاالسلام فلا تدخل الفرق القائلة بإمامة الشيخين لعدم استجماعهما الشرائط ، اللهمّ إلاّ أن يقال : إنّ إمامتهما ليست حقيقة ، بل إنّما صارا إمامين لرضاهما بإمامتهما ، وهو الذي نقله المحقّق المذكور عن الصالحية ، وإنّ هذه الشرائط معتبرة في غيرهما ، ولعلّه أوفق لكلام الخواجة كما ستطّلع عليه إن شاء الله.
ومنها : إنّه اسم لمن شايع عليّاً عليهالسلام في الإمامة بغير فصل ، وقد جعلهم ابن نوبخت هم المسلمين ، وكلّ منهم الفرق الثلاثة والسبعين ، نقل ذلك عنه الشيخ الجليل المقداد بن عبدالله الأسدي في تنقيحه والشيخ الفاضل بدرالدين الحسن بن نورالدين عليّ العاملي في رسالته في الشفاعة(١) واختاره السيّد السعيد سيّد نورالدين الشوشتري في مجالس المؤمنين فيدخل فيهم الغلاة ـ القائلون بالحلول ـ والإسماعيلية ، ومن ثمّ أدخلهم فيهم صاحب مجالس المؤمنين وأدخل جماعة من العباسيّين كالرشيد والمأمون مع ظهور كفرهما وخروجهما عن الإسلام ، بناءً على اعتقادهما إمامته عليهالسلام بعدالرسول ، وتخرج عن الشيعة حينئذ الصالحية
__________________
فقال ديسم بن ظالم الأعصري :
إذا قالت حذام فصدّقوها |
|
فإنّ القول ما قالت حذام |
فارتحلوا حتّى اعتصموا بالجبل ، ويئس منهم أصحاب عاطس فرجعوا عنهم.
(١) الرسالة غير مطبوعة.