والسليمانية والبترية من الزيدية ؛ لقولهم بإمامة الشيخين.
ومنها : إنّه اسم للإمامية والجارودية لا غير ، وهو قول الشيخين(١) وسلاّر(٢) والقاضي ابن البرّاج(٣) وابن حمزة(٤) والفاضلين(٥) ، والظاهر أنّ اقتصارهم على ذلك لانقراض الفرق الباقية من القائلين بإمامته عليهالسلام بعد النبي بلا فصل ، كالواقفية والفطحية والكيسانية والناووسية والجارودية والإسماعيلية ، كما سيأتي.
قال شيخنا الشهيد الثاني في شرح الشرائع : «الشيعة تطلق على من قدّم عليّاً عليهالسلام في الإمامة على غيره بعد النبيّ (صلى الله عليه وآله) ولا شبهة في كون الإمامية منهم ، وكذا الجارودية من فرق الزيدية ، وكذا الإسماعيلية حيث لا يكونون ملاحدة ، وأمّا باقي فرق الشيعة كالكيسانية والواقفية والفطحية فداخلة ، لكن(٦) لانقراضهم أستغني(٧) عن ذكرهم»(٨). انتهى.
وإنّما خصّ الجارودية من بين فرق الزيدية لما أسلفناه من أنّ الفرق الباقية من الصالحية والسليمانية والبترية يقولون بإمامة الشيخين ولا يدخلون في الشيعة ، كما صرّح به الشيخ المقداد والشيخ الشهيد الثاني وغيرهما.
__________________
(١) المفيد في المقنعة : ٦٥٤ ـ باب الوقوف والصدقات ، والطوسي في النهاية : ٥٩٨ ـ كتاب الوقوف والصدقات.
(٢) المراسم : ١٩٨ أحكام الوقوف والصدقات.
(٣) المهذّب لابن البرّاج٢/٨٩.
(٤) الوسيلة لابن حمزة : ٣٧١.
(٥) العلاّمة الحلّي في إرشاد الأذهان١/٤٥٣ ، المحقّق الحلّي في شرائع الإسلام ٢/ ٢١٥.
(٦) في النسخة : من بعد انقراضهم ، وما في المتن من المصدر.
(٧) في النسخة : أعني ، وما في المتن أثبتناه من المصدر.
(٨) مسالك الأفهام٥/٣٤٠.