ومنها : قول الشيخ الجليل محمّد بن ساعد(١) الأنصاري في إرشاد القاصد إلى أسنى المقاصد : «الشيعة هم الذين شايعوا عليّاً وقالوا بإمامته نصّاً ووصيّة ، ويروون أنّ الإمامة لا تخرج عن أولاده إلاّ بظلم من خارج ، ويقولون بعصمة الأئمّة والتولّي والتبرّي إلاّ في حال التقية»(٢). انتهى.
وعلى هذا تخرج الزيدية ؛ لعدم اشتراطهم عصمة الإمامة ، والصالحية والسليمانية والبترية لأنّها لا ترى البتري ، بل بعض الجارودية كما رأيته في منظومتهم وشرحها ، قال صاحب المنظومة :
وارض عنهم كما رضى أبو حسن |
|
وقف عن النصب إن كانت ذا جذر |
وذكر الشارح في شرحه : «إنّ بعضهم يذهب إلى الترضّي لأنّه عليهالسلام رضي عنهم فلا يجوز بغضهم وسبّهم ، وبعضهم يقف عن الترضّي والتبرّي ، ومنعا قول الشيخ شرف الدين المقداد في التنقيح قال رحمهالله : والذي يظهر لي أنّ التشيّع لايطلق في الحقيقة إلاّ على الإمامية كما بيّنّاه في اللوامع»(٣) انتهى.
وبيّنه في اللوامع بأنّ الشيعة في العرف يختصّ بمن يرى تقديم عليّ عليهالسلام على الصحابة»(٤) ، وهو مقتضى اللغة أيضاً ، «فإنّ شيعة الرجل
__________________
(١) في النسخة : مساعد ، وما في المتن أثبتناه من المصادر أدناه. واسمه الكامل : محمّد بن إبراهيم بن ساعد الأنصاري أبو الجود السنجاري ثمّ المصري الطبيب المعروف بابن الأكفاني.
اُنظر الدرر الكامنة لابن حجر٣/٢٧٩/٧٤٤ ، البدر الطالع للشوكاني ٢/٧٩ /٣٨٨ ، هدية العارفين لباشا البغدادي٦/١٥٥.
(٢) إرشاد القاصد : المصدر غير مطبوع.
(٣) التنقيح الرائع ٢/٣١٧ ـ كتاب الوقوف والصدقات والهبات.
(٤) اللوامع الإلهية في المباحث الكلامية : ٣٨٩.