أتباعه وأنصاره كما ذكره الجوهري ، ويقال : شايعاه كما يقال : والاه»(١) ، فيخرج ما عدا الجارودية من الزيدية.
قال : «وأمّا الجارودية فليسوا شيعة في الحقيقة وإن وافقوا الإمامية على معتقدهم في التخطئة والطعن والتبرّي لما جاء متواتراً أنّ عليّاً وشيعته على الحقّ ، وأنّ الحقّ يدور مع عليّ كيفما دار ، ولا شكّ أنّ الجارودية غير متابعين بل معادون لهم ، لأنّهم لا يشترطون العصمة ولا النصّ الجلي في إمام أصلا ، لكن اتّفق ذلك للحسنين عليهماالسلام ، ويكتفون في تعيين الإمام بالقيام والدعوة في غير الحسنين عليهماالسلام ، لقول النبي (صلى الله عليه وآله) : (قاما أو قعدا)»(٢).
ثمّ أخذ في الاستدلال على بطلان مذهب الجارودية والإسماعيلية وغيرهم من الفرق.
والذي يظهر لي أنّ النزاع إن كان فيما يُطلق عليه لفظ الشيعة شرعاً ، فالحقّ ما ذكره الفاضل المقداد رحمهالله ، إذ لا ريب أنّ الشيعة الممدوحين في الأخبارليس إلاّ الفرقة الناجية وهم الإمامية ، وقد تظافرت الأخبار بتكفير الفرق الباقية وإخراجهم من الشيعة لاسيّما الزيدية والواقفية.
وجاء في الخبر عن الصادق عليهالسلام ما رواه أبو عمرو الكشّي في كتاب الرجال : «الزيدية هم النصّاب»(٣). وإن اُريد ما يطلق عليه لفظ الشيعة ، فما ذكره غير تام بل هو أعمّ من ذلك بهذا الاعتبار.
وقال شيخنا الشهيد الثاني في شرح الشرائع : «وربّما قيل باختصاص
__________________
(١) الصحاح٣/٥١٧ ـ شيع.
(٢) اللوامع الإلهية : ٣٧٨.
(٣) اختيار معرفة الرجال : ٢٢٨/٤٠٩.