استناداً إلى ما ذكره ابن قُتَيْبَةَ الدينَوَريّ(١) في (المعارف) مِن عدّهِ في رجال الشيعة(٢).
مع أنّ ابن قُتَيْبَةَ في نسبة الرجال إلى الملل والنحل كحاطبِ ليل ، لا يُعاجُ على قوله ، إذا انفردَ بِهِ ، وكَمْ لهُ من مُجازفات وهَنات غيرِ هَيّنات يَضِيقُ ذَرْعُ مثل هذا التحرير الُمختصر عن استيفاء عَدِّها.
وحَسْبُهُ أنْ يكونَ من جُملة مُجازَفاته ورَمْيِهِ القولَ على عَلاّتِهِ نِسبتُهُ يَحْيَى بن سَعِيْد القَطّان إلى التشيّع ، معَ كونهِ مِن المُنْحَرِفِينَ عن أئمّة العِترةِ الطاهِرَةِ ، والمُنْتَظِمِينَ في سِلْك أهل النَصْبِ ، كما يشهدُ لِذلك مَوقِفُهُ الخاذِلُ ومذهبُهُ الباطلُ في النُكُوصِ والإعراضِ عن الروايةِ عن سادس أئمّة الهُدى الإمام أبي عبد الله جعفر بن مُحَمَّد عليهماالسلام.
فقد ذَكَرَ الحافظُ ابنُ حَجَر العَسقلانيّ في (تهذيب التهذيب) : أنّ عليّ بن المديني ـ شيخ البخاري والراوي عن يَحْيَى بن سَعِيْد القَطّانـ قال : «سُئِلَ يَحْيَى بن سَعِيْد القَطّان عن الصادق؟ فقال : في نَفْسي منهُ شيءٌ! ومُجالِدٌ(يعني ابن سعيد) أحبُّ إليّ مِنْهُ!!»(٣).
ونقل هذا القولَ قبلَهُ الحافِظُ الذهبيّ ، في ترجمة الإمام الصادق عليهالسلام من (ميزان الاعتدال)(٤) الذي بَناهُ على ذكر من تُكُلِّمَ في وثاقتهم من الأعلام والمحدّثين ممّن اصْطُلِحَ على تسميتهم بـ : (المجروحين).
__________________
(١) عبد الله بن مسلم بن قُتَيْبَةَ (ت ٢٧٦ هـ) هذا فارسيّ الأصل ، وقد وقع الاشتباه لجماعة من الأعلام المتأخِّرين في نَسَبِهِ ، فظنُّوا أنّ جدّه قُتَيْبَةَ هو : قُتَيبة بن مُسْلِم الباهِلِيّ القائدُالمعروفُ ، اغتراراً بِتَشابُه الأسماء ، وممّن وقعَ لهم هذا الاشتباه : صاحبُ (الرَوْضات) وصاحب (الكُنى والألقاب) وصاحب (مِنَاة الراغِبِين).
(٢) المعارف : ٥١٤.
(٣) تهذيب التهذيب ٢ / ٨٨ / ١٥.
(٤) ميزان الاعتدال ١ / ٤١٤ / ١٥١٩.