معصومون من أوّل أعمارهم إلى أواخرها ، من الكبائر والصغائر والسهو والنسيان.
قال أفضل المحقّقين نصيرالملّة والحقّ والدين أبو جعفر محمّد بن محمّد الطوسي في قواعد العقائد في بحث الإمامة : «وأمّا الإمامية فقالوا : إنّ نصب الإمام لطف ، وهو واجب على الله تعالى ، ويجب أن يكون الإمام معصوماًلئلاّ يُضلّ الخلق ، ويؤكّد ذلك قوله تعالى : (لاَ يَنَالُ عَهدِي الظَّالِمِينَ)(١) واتّفقوا على إمامة عليّ عليهالسلام بعد النبيّ (صلى الله عليه وآله) إذ لم يكن غيره معصوماً.
ثمّ ساقوا الإمامة بعده إلى ابنيه الحسن المجتبى ، ثمّ إلى أخيه الحسين الشهيد بكربلا ، ثمّ إلى ابنه عليّ زين العابدين ، ثمّ إلى ابنه محمّد الباقر ، ثمّ إلى ابنه جعفر الصادق ، ثمّ إلى ابنه موسى الكاظم ، ثمّ إلى ابنه عليّ الرضا ، ثمّ إلى ابنه محمّد التقيّ ، ثمّ إلى ابنه عليّ النقيّ ، ثمّ إلى ابنه الحسن الزكيّ العسكريّ ، ثمّ إلى ابنه المنتظر خروجه عليهم الصلاة والسلام ، وقالوا : إنّه باقوسيظهر ، ويملأ الدنيا عدلا كما ملئت جوراً ، وهو الثاني عشر من أئمّتهم ، ولأجل ذلك لُقّبوا بالإثني عشرية ، وهم في أكثر أصول مذهبهم موافقون للمعتزلة ، ولهم في الفروع فقه منسوب إلى أهل البيت عليهمالسلام(٢)».
قلت : وقدماؤهم كانوا إخباريّين ومتأخّروهم أصوليّون وإخباريّون ، وهم الفرقة الناجية كما حقّقناه في كتبنا ومجموعاتنا وبسطنا الكلام فيه في الفوائد الغالية.
__________________
(١) سورة البقرة٢ : ١٢٤.
(٢) قواعد العقائد : ٤٦٠ (ضمن تلخيص المحصّل).