الفصل الثاني
في ذكر الزيدية
قال أفضل المحقّقين الطوسي في قواعد العقائد : «أمّا الزيدية فقالوا بإمامة عليّ والحسن والحسين وأثبتوها بالنصّ الجليّ ، وأثبتوا باقي أئمّتهم بالنصّ الخفيّ ، وذلك لأنّ شرائط الإمامة عندهم كون الإمام عالماً بشريعة الإسلام ؛ ليهدي الناس ولا يضلّهم ، وزاهداً لكي لا يطمع في أموال المسلمين ، وشجاعاً لئلاّ يهرب في الجهاد مع المخالفين ، فيظهروا(١) على أهل الحقّ ، وكونه من ولد فاطمة(٢) عليهاالسلام ، وكونه داعياً إلى الله تعالى وإلى دين الحقّ ظاهراً ، ويشهر سيفه في نصرة دينه.
قالوا : وقد نصّ النبيّ (صلى الله عليه وآله) والأئمّة بعده : إنّ كلّ من استحقّ(٣) هذه الشرائط الخمسة فهو إمام مفترض الطاعة ، وذلك هو النصّ الخفيّ ، ولم يوجبوا في الحسن والحسين الدعوة والقيام(٤) بالسيف ، لقوله (صلى الله عليه وآله) : (هما إمامان قاما أو قعدا) ويجوّزون خلوّ الزمان عن الإمام ، وقيام إمامين في بقعتين متباعدتين إذا استجمعا هذه الشرائط ، ولذلك لم يقولوا بإمامة زين العابدين عليهالسلام ؛ لأنّه لم يشهر سيفه في الدعوة إلى الله تعالى ، وقالوا بإمامة زيدلاجتماع الشرائط(٥) وإليه نُسبوا ، إذ فارقوا سائر الشيعة ولقّبوا باقي
__________________
(١) في المصدر : فيظفروا.
(٢) في المصدر زيادة : أعني من أولاد الحسن والحسين ، لقوله (صلى الله عليه وآله) : «المهدي من ولدفاطمة».
(٣) في المصدر : استجمع.
(٤) (والقيام) لم يرد في المصدر.
(٥) في المصدر : زيد ابنه لاستجماع الشرائط فيه.