الشيعة بالرافضة ، لأنّهم رفضوا زيداً.
والزيدية فرق كثيرة ، منهم الصالحية : وهم لا ينكرون خلافة الخلفاء الذين كانوا قبل عليّ عليهالسلام لرضا عليّ عليهالسلام بخلافتهم ، ومنهم الجارودية ، ومنهم السليمانية ، وقيل : لهم فرق غيرها»(١).
وأكثر الزيدية قائلون باشتراط النصّ لكن يكتفون بالخفيّ ، ويَدَعون النصّ من النبيّ (صلى الله عليه وآله) على إمامة من استجمع الشرائط المذكورة.
والمراد بالنصّ الخفيّ هو النصّ المطلق ، والنصّ الجليّ هو النصّ على إمام بعينه واسمه ، وباقي الكتب الكلامية التي تحضرني في حال تحريرهذه الرسالة خالية عن هذا ، لكن كلام هذا الإمام إمام الكلام ، خصوصاًوقد وافقه تلميذه العلاّمة جمال الملّة والدين الحلّي في الشرح(٢).
الثانية : مقتضى كلامه أنّ الزيدية مطلقاً تشترط في الإمام أن يكون فاطميّاً ، وهو المذكور في الكتب الكلامية أيضاً كشروح التجريد والنافع يوم الحشر في شرح الباب الحادي عشر(٣) وكشف البراهين في شرح زاد المسافرين(٤) وغيرها.
ولا يخفى أنّه مشكل بأنّ البترية والصالحية والسليمانية يقولون بإمامة الشيخين ، وقد صرّح المحقّق الطوسي بأنّ الصالحية تعتقد إمامة الثلاثة لرضاأمير المؤمنين عليهالسلام بخلافتهم(٥) ، فكيف يوافقون على اشتراط
__________________
(١) قواعد العقائد : ٤٦١ ـ ٤٦٢ (ضمن تلخيص المحصّل).
(٢) كشف الفوائد في شرح قواعد العقائد للعلاّمة الحلّي : ٧٧ (ضمن مجموعة الرسائل).
(٣) النافع يوم الحشر للمقداد السيوري : ٤٤.
(٤) كشف البراهين لابن أبي جمهور : ٣٣١.
(٥) قواعد العقائد : ٤٦٢ (ضمن تلخيص المحصّل).