إذا ما جئتَ ربّك يوم حشر |
|
فقل يا ربّ مزّقني الوليد»(١) |
فانظر أيّدك الله إلى هذا الجلال كيف التزم كونه خليفة بالحقّ ، ولمّا استشنع بعضهم ذلك ممّن تأخرّ عن الجلال قال : «السبعة الباقون ينبغي أن يكونوا من خيار بني أميّة وبني العبّاس ، فوسّع دائرة الاعتراض وزاد في الطنبور نغمة أخرى ، والتزم التحكّم البحت والتخمين الصرف ، وخرق الإجماع من حيث لا يدري»(٢) لأنّنا تتبّعنا أقاويلهم خذلهم الله تعالى فوجدناهاأربعة :
الأوّل : ما قدّمنا نقله عن النسفي وهو المالكي من أنّ الخلافة ثلاثون سنةوبعدها يكون ملكاً.
الثاني : إنّ القول بإمامة بعض بني أمية كعمر بن عبدالعزيز وجميع بني العبّاس وهو الذي مال إليه التفتازاني في شرح العقائد قال : «لأنّ أهل الحلّوالعقد قد كانوا متّفقين على خلافة الخلفاء العبّاسيّين وبعض المروانية كعمر بن عبدالعزيز مثلا»(٣). انتهى.
الثالث : إخراج يزيد بن معاوية من جملة بني أمية ، والقول بصحّة إمامة الباقين وخلافة بني العبّاس ، وهو ظاهر ابن الجوزي ووجه إخراجه يزيد لعنه الله أنّه بقتله الحسين عليهالسلام ، وقد صنّف في جواز لعنه كتاباً سمّاه : الردّعلى المتعصّب العنيد المانع من لعن يزيد.
الرابع : المذهب المشهور الذي عليه عظماؤهم وفخراؤهم ونسبه
__________________
(١) أورده ابن الأعثم في الفتوح ٨/ ٣٣٣ ، ابن الأثير في الكامل في التاريخ ٥/ ٢٩٠ ، القرطبي في تفسيره ٩/ ٣٥٠ ، ابن طاووس في الطرائف ١/ ٢٤٨ ، الشيرازي في الأربعين : ٣٤٧ ، الشرواني في مناقب أهل البيت عليهمالسلام : ٤٧٩ ، المجلسي في بحار الأنوار٣٨ / ١٩٣ ، وذكره المصنّف في الأربعين : ٣٨٨.
(٢) لم نعثر عليه ، ذكره المصنّف في الأربعين : ٣٨٨.
(٣) شرح العقائد النسفية : ٢٣٢.