وقد كان أبو طالب قام بأمر رسول الله (صلى الله عليه وآله) من السنة الثامنة من مولده إلى حين توفّي أبو طالب ، فكانت مدّة قيامه بأمره اثنتين وأربعين سنة وعمر أبوطالب بضعاً وثمانين سنة ، وقيل : بل عمره مائة وعشرين سنة ، ودفن بالحجون(١) عند أبيه عبدالمطّلب(٢).
__________________
النبلاء٢/٢١٣.
أمّا بالنسبة إلى جمانة ، فلم يذكر المؤرّخون سنة وفاتها.
(١) الحجون : جبل بأعلى مكّة عنده مدافن أهلها ، معجم البلدان ٢/٢٢٥.
(٢) قال ابن سعد : «توفّي أبو طالب للنصف من شوّال في السنة العاشرة من حين نبىء رسول الله وهو يومئذ ابن بضع وثمانين سنة ، وتوفّيت خديجة بعده بشهر وخمسة أيّام وهي يومئذ بنت خمس وستين سنة ، فاجتمعت على رسول الله مصيبتان : موت خديجة بنت خويلد ، وموت أبي طالب عمّه».
الطبقات الكبرى ١/١٢٥ ، الإصابة ٢/٢٤٢ ، تاريخ الطبري ١/٥١٩ ، ٥٥٤ ، البدء في التاريخ ٤/١٣٤ ، صفوة الصفوة ١/٦٦ ، ١٠٥ ، تاريخ ابن الأثير ١/٥٦٧ ، تذكرة الخواصّ : ٨ ـ ٩.
وقال السخاوي : «فكفله بعد موت جدّه بوصية منه ابنه أبو طالب ، وهو شقيق عبدالله ، فكان أيضاً يحبّه حبّاً شديداً لا يحبّ مثله أحداً من ولده بحيث لا ينام إلاّ إلى جانبه وكان يجلس على وسادته المختصّة به ويتّكي ، بل ويستلقي عليها ويقال له : ميسر ، ويقول : إنّ ابن أخي هذا ليحسّ من نفسه بنعيم ويخصّه دون بنيه بالطعام سيّماوكان إذا أكل معهم شبعوا وإن لم يأكل معهم لم يشبعوا؛ ولذا كان إذا أرادوا الأكل أخّرهم حتّى يجيء ، وإذا جاء فأكل معهم فضل من طعامهم فيقول له عمّه : إنّك لمبرك ، وكانوايصبحون عمشاً رمصاً ويصبح هو دهيناً كحيلاً» ، التحفة اللطيفة ١/٨.
وقال اليعقوبي : «ولمّا قيل : لرسول الله إنّ أبا طالب قد مات؛ عظم ذلك في قلبه واشتدّله جزعه ، ثمّ دخل فمسح جبينه الأيمن أربع مرات وجبينه الأيسر ثلاث مرات ثمّ قال : «يا عمّ ربّيت صغيراً ، وكفلت يتيماً ، ونصرت كبيراً ، فجزاك الله عنّي