فصل
في ذكر ما يدلّ على إسلامه
قال يحيى بن الحسن بن بطريق في عمدته : كان أبوطالب ـ مع شرفه وتقدّمه ـ جمّ المناقب ، غزير الفضائل ، ومن أعظم مناقبه : كفالته لرسول الله (صلى الله عليه وآله) وقيامه دونه ، ومنعه إيّاه من قريش حين حصروه في الشعب ثلاث سنين مع بني هاشم عدا أبي لهب ، وكتبوا صحيفة أن لا يبايعوا بني هاشم ولايشاروهم ولا يناكحوهم ولا يوادّوهم ، وعلّقوها على الكعبة والقصّة مشهورة(١).
__________________
خيراً ، ومشى بين يدي سريره ، وجعل يعرضه ويقول : وصلتك رحم ، وجزيت خيراً» ، وقال : «اجتمعت على هذه الأمّة في هذه الأيّام مصيبتان لا أدري بأيّهما أنا أشدّ جزعاً» يعني مصيبة خديجةوأبي طالب. وروي عنه أنّه قال : «إنّ الله عزّ وجلّ وعدني في أربعة في أبي وأمّيوعمّي وأخ كان لي في الجاهلية» ، تاريخ اليعقوبي ٢/٣٥.
وسمّي ذلك العام ـ السنة العاشرة للنبوّة ـ : عام الحزن. السيرة الحلبية ٢/٤١ ، التحفة اللطيفة ١/١٢ ، لسان العرب ١٣/١١٢ ، الاستقصا لأخبارالمغرب الأقصى ١/٦٧.
(١) لم نعثر على هذا النصّ عند ابن البطريق. وقد أفرد في كتابه العمدة باباً في فضائل أبي طالب : ٤١٠ ـ ٤١٦.
وذكر ابن كثير هذه الحادثة وما تعرّض فيها بني هاشم من الأذى والاضطهاد ، وموقفهم من الرسول(صلى الله عليه وآله وسلم) وخاصّة عمّه أبوطالب بقوله : «ثمّ إنّ المشركين اشتدّوا على المسلمين كأشدّ ما كانوا حتّى بلغ المسلمين الجهد ، واشتدّ عليهم البلاء ، وجمعت قريش في مكرها أن يقتلوا رسول الله علانية؛ فلمّا رأى أبو طالب عمل القوم جمع بني عبدالمطّلب وأمرهم أن يدخلوا رسول الله شعبهم ، وأمرهم أن