ومن قول أبي طالب في ذلك(١) :
ألا أبلغا عنّي على ذات رأيها(٢) |
|
قريشاً(٣) وخصّا من قريش(٤) بني كعب |
ألم تعلما إنّا وجدنا محمّداً |
|
نبيّاً كموسى ُخطّ في أوّل الكتب |
وله من الأخرى(٥) :
تريدون أن نسخو بقتل محمّد |
|
ولم تختضب سمر العوالي من الدم |
ترجون منّا خطّة دون نيلها |
|
ضراب وطعن بالوشيج المقوّم |
كذبتم وبيت الله لا تقتلونه |
|
وأسيافنا في هامكم لم تحطّم |
ولمّا اجتمعت قريش على عداوة النبيّ (صلى الله عليه وآله) وسألت أبا طالب أن يدفعه إليهم وتحالفوا على ذلك وخشي أبو طالب دهماء العرب أن يركبوه مع قومه ؛ قال قصيدته التي يعوذ فيها بحرم مكّة ويذكر مكانه منها ، ويذكر فيهاأشراف قريش ومع ذلك يخبرهم وغيرهم أنّه غير مُسلّم رسول الله (صلى الله عليه وآله)إليهم ولا تاركه بشيء أبداً وهي طويلة منها(٦) :
__________________
(١) السيرة النبوية ٢/١٩٧ ، الاكتفاء بما تضمّنته من مغازي رسول الله ١/٢٥٦ ، السيرة لابن إسحاق ٢/١٣٨ ، البداية والنهاية ٣/٨٧ ، إيمان أبي طالب للمفيد : ٣٣ ، الدرجات الرفيعة : ٥٣ ، كنز الفوائد : ٧٩ ، شرح الأخبار ٣٢٢٢.
وهذان البيتان إقرار صحيح من أبي طالب عليهالسلام بأنّ الرسول(صلى الله عليه وآله وسلم) نبيٌّ كموسى عليهالسلام ، وهذا يدلّل على إيمانه بنبوّة محمّد (صلى الله عليه وآله وسلم) هذا من جهة ، ومن جهة أخرى إيمانه بكتاب الله الذي لا يعرفه إلاّ المؤمنون.
(٢) وردت في كثير من المصادر (على ذات بينها).
(٣) وردت في كثير من المصادر (لؤيا وخصا من لؤي).
(٤) وردت في كثير من المصادر (لؤي).
(٥) شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد ١٤/٧١ ، الفصول المختارة : ٢٨٤ ، عمدة الطالب : ٢٢ ، كنز الفوائد : ٧٨ ، إيمان أبي طالب لفخار ١/١٨٨.
(٦) دلائل النبوّة ١/١٨٥ ، تاريخ ابن عساكر ٦٦ ، ٣١٥ ، البداية والنهاية ٦/١٨٦ ،