كذبتم وبيت الله نبزي(١) محمّداً |
|
ولمّا نطاعن دونه ونناضل |
ونسلمه حتّى نصرّع حوله |
|
ونذهل عن أبنائنا والحلائل |
فأيّده ربّ العباد بنصره |
|
وأظهر ديناً حقّه غير باطل |
قال الشيخ المفيد محمّد بن علي بن النعمان في مجالسه(٢) : «وممّا يدلّ على إيمان أبي طالب : إخلاصه في الودّ لرسول الله (صلى الله عليه وآله) ، والنصرة له بقلبه ولسانه ، وآمر ولديه عليّ وجعفر باتّباعه. وقول رسول الله (صلى الله عليه وآله) فيه : (وصلتك رحم وجزيت خير يا عمّ)(٣) ، فدعا له ، وليس يجوز أن يدعو بعد
__________________
المقتفى من سيرة المصطفى ١/٥٧ ، البيان والتعريف ٢/٢٧ ، التمهيد لابن عبدالبرّ ٩/٢٨٩ ، أعلام النبوّة ١/١٧٢ ، عيون الأنباء ١/٧٠٥ ، الصراط المستقيم ١/٣٣٤.
وهذه الأبيات إقرار بالتوحيد واعتراف بنبوّة محمّد(صلى الله عليه وآله وسلم).
قال ابن أبي الحديد بعد ذكر جملة من أشعار أبي طالب : «قالوا فكلّ هذه الأشعار قدجاءت مجيء التواتر؛ لأنّه إن لم تكن آحادها متواترة فمجموعها يدلّ على أمر واحدمشترك وهو تصديق محمّد(صلى الله عليه وآله وسلم) ، ومجموعها متواتر ، كما أنّ كلّ واحدة من قتلات علي عليهالسلام الفرسان منقولة آحاداً ومجموعها متواتر يفيدنا العلم الضروري بشجاعته ، وكذلك القول فيما روي من سخاء حاتم ، وحلم الأحنف ومعاوية ، وذكاءإياس ، وخلاعة أبي نواس وغير ذلك ، قالوا : واتركوا هذا كلّه جانباً ، ما قولكم في القصيدة اللامية التي شهرتها كشهرة : قفا نبك ، وإن جاز الشكّ فيها أو في شيء من أبياتها جاز الشكّ في : قفا نبك» ، شرح نهج البلاغة ٣٥/١٦٥.
تمثّل أبو طالب عليهالسلام بهذه القصيدة عندما بعثت قريش إليه ادفع إلينا محمّداً نقتله ونملّكك علينا ، فلمّا سمعوا هذه القصيدة أيسوا منه ، انظر : قصص الأنبياء للراوندي : ٣٢٨ـ ٣٢٩ ، إعلام الورى : ٥١.
(١) وهي مراده ، أي لا يقهر ولم نقاتل عنه وندافع ، لسان العرب ١٤/٧٣.
(٢) لم أعثر عليه في المجالس (الأمالي) وإنّما في الفصول المختارة : ٢٨٢.
(٣) إيمان أبي طالب للمفيد : ٢٦ ، تاريخ بغداد ١٣/١٩٦ ، الإصابة ٧/٢٣٧ ، العلل