الإسلام(١).
ثمّ أنشأ أبو طالب قائلاً(٢) (٣) :
__________________
(١) شواهد التنزيل ٢/٣٣٣ ، أسد الغابة ١/٢٨٧ ، نهج الإيمان : ٣٧٦ ، السيرة الحلبية ١/٤٣٣ ، الأمالي : ٥٠٨ ، وسائل الشيعة ٨/٢٨٨.
ونقل ابن أبي الحديد مذاكرة في هذا الموضوع ما نصّه : «فتذكّر الرواة أنّ جعفرا أسلم منذ ذلك اليوم؛ لأنّ أباه أمره بذلك وأطاع أمره ، وأبو بكر لم يقدر على إدخال ابنه عبد الرحمن في الإسلام حتّى أقام بمكّة على كفره ثلاث عشرة سنة ، وخرج يوم أحدفي عسكر المشركين ينادي : أنا عبدالرحمن بن عتيق هل من مبارز؟! ثمّ مكث بعد ذلك على كفره حتّى أسلم عام الفتح ، وهو اليوم الذي دخلت فيه قريش في الإسلام طوعاًوكرهاً ، ولم يجد أحد منها إلى ترك ذلك سبيلاً ، وأين كان رفق أبي بكر وحسن احتجاجه عند أبيه أبي قحافة وهما في دار واحدة هلاّ رفق به ودعاه إلى الإسلام فأسلم؟!
وقد علمتم أنّه بقي على الكفر إلى يوم الفتح فأحضره ابنه عند النبيّ (صلى الله عليه وآله وسلم) وهو شيخ كبير رأسه كالثغامة ، فنفر رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) منه وقال : «غيّروا هذا» فخضّبوه ، ثمّ جاءوابه مرّة أخرى فأسلم ، وكان أبو قحافة فقيراً مدقعاً سيّئ الحال ، وأبو بكر عندهم كان مثريا فائض المال فلم يمكنه استمالته إلى الإسلام بالنفقة والإحسان ، وقد كانت امرأة أبي بكرأم عبد الله ابنه ، واسمها : نملة بنت عبدالعزّى بن أسعد بن عبد بن ودّ العامرية لم تسلم ، وأقامت على شركها بمكّة وهاجر أبو بكر وهي كافرة ، فلمّا نزل قوله تعالى : (وَلاتُمْسِكُوا بِعِصَمِ الْكَوافِرِ)؛ فطلّقها أبو بكر فمن عجز عن ابنه وأبيه وامرأته فهو عن غيرهم من الغرماء أعجز ، ومن لم يقبل منه أبوه وابنه وامرأته لا برفق واحتجاج ولا خوفامن قطع النفقة عنهم وإدخال المكروه عليهم ، فغيرهم أقلّ قبولاً منه وأكثر خلافاً عليه». شرح نهج البلاغة ١٣/٢٧١.
وعليه لو كان أبوطالب غير مؤمن بالله وبما جاء به الرسول محمّد (صلى الله عليه وآله وسلم) لما حثّولديه علي وجعفر عليهماالسلام على ملازمته ، المحقّق.
(٢) ورد في نصّ نسخة المخطوطة (بقوله) ، والأصوب ماذكر في المتن.
(٣) نهج الإيمان : ٣٧٦ ، الفصول المختارة : ٢٨٢ ـ ٢٨٣ ، بحار الأنوار ٣٥/١٧٣ ـ