إنّ عليّاً وجعفراً ثقتي |
|
عند ملمّ الخطوب والكرب |
لا تخذلا وانصرا ابن عمّكما |
|
أخي لأُمّي من بينهم وأبي |
والله لا أخذل النبيّ ولا |
|
يخذله من بنيّ ذو حسب |
فاعترف بنبوّة النبيّ اعترافاً صريحاً في قوله : لا أخذل النبيّ ، ولا فصل بين أن يصف رسول الله (صلى الله عليه وآله) بالنبوّة في شعره ونظمه وبين أن يعترف بذلك في نثره وكلامه ، ويشهد عليه من حضر.
وقد روى أصحاب السير إنّ أبا طالب لمّا حضرته الوفاة اجتمع عليه أهله فقال(١) :
__________________
١٧٤ ، الأربعين للماحوزي : ٢٠٤ ـ ٢٠٥.
إيمان أبي طالب للمفيد : ٣٧ ، إيمان أبي طالب لفخار : ٣٢٦ ـ ٣٢٧ ، روضة الواعظين١/١٤١ ، مجمع البيان ٤/٣٢ ، الدرجات الرفيعة : ٦١ ، بحار الأنوار ٣٥/١٧٥.
وفي هذا المضمون أيضاً فقد ذكر المؤرّخون إنّ أبا طالب عليهالسلام لمّا حضرته الوفاة جمع إليه وجوه قريش فأوصاهم فقال : «يا معشر قريش ، أنتم صفوة الله من خلقه ، وقلب العرب ، فيكم السيّد المطاع ، وفيكم المقدام الشجاع الواسع الباع ، واعلموا أنّكم لم تتركوا للعرب في المآثر نصيبا إلاّ أحرزتموه ، ولا شرفاً إلاّ أدركتموه ، فلكم بذلك على الناس الفضيلة ، ولهم به إليكم الوسيلة والناس لكم حرب وعلى حربكم ألب ، وإنّي أوصيكم بتعظيم هذه البنية ـ يعني الكعبة ـ فإنّ فيها مرضاة للربّ ، وقواماً للمعاش ، وثباتاً للوطأة ، صلوا أرحامكم فإنّ في صلة الرحم منسأة في الأجل ، وزيادة في العدد ، اتركوا البغي والعقوق ففيهما هلكت القرون قبلكم ، أجيبوا الداعي ، واعطواالسائل فإنّ فيهما شرف الحياة والممات ، وعليكم بصدق الحديث وأداء الأمانة فإنّ فيهما محبّة في الخاصّ ومكرمة في العامّ ، وإني أوصيكم بمحمّد خيراً فإنّه الأمين في قريش ، والصديق في العرب ، وهو الجامع لكلّ ما أوصيتكم به وقد جاءنابأمر قبله الجنان ، وأنكره اللسان مخافة الشنآن ، وايم الله