أوصي بنفر نبيّ الخير مشهده |
|
عليّاً ابني وشيخ القوم عبّاسا |
وحمزة الأسد الحامي حقيقته |
|
وجعفر أن يذودا دونه الناسا |
كونوا فداءً لكم أمّي وما ولدت |
|
في نصر أحمد دون الناس أتراسا |
فأقرّ له بالنبوّة واعترف له بالرسالة قبل مماته ، وهذا يزيل الريب في إيمانه بالله عزّ وجلّ وبرسوله (صلى الله عليه وآله) وتصديقه له وإسلامه» انتهى ملخّصا.
ونحن ننقل من طرق العامّة ما يؤيّد ما ذكره الشيخ ، ونذكر أخبار
__________________
كأنّي أنظر إلى صعاليك العرب وأهل الأطراف والمستضعفين من الناس قد أجابوا دعوته ، وصدقواكلمته ، وعظموا أمره ، فخاض بهم غمرات ، الموت وصارت رؤساء قريشوصناديدها أذنابا ، ودورها خرابا ، وضعفاؤها أربابا ، وإذا عظمهم عليه أحوجهم إليهوأبعدهم منه أحظاهم عنده قد محضته العرب ودادها ، وأصفت له بلادها ، وأعطته قيادها.
يا معشر قريش ، كونوا له ولاة ولحزبه حماة ، والله لا يسلك أحد سبيله إلاّ رشد ، ولايأخذ بهديه أحد إلاّ سعد ، ولو كان لنفسي مدة وفي أجلي تأخير ، لكففت عنه الهزاهزولدافعت عنه الدواهي».
الاكتفاء بما تضمنته من سيرة رسول الله ١/٢٩٥ ـ ٢٩٦ ، جمهرة خطب العرب ١/١٦١ـ ١٦٢.
ومن يقرأ مفردات هذه الوصية بدقّة لايتبادر إلى ذهنه ولو للحظة واحدة أنّ أبا طالب لم يكن مؤمناً بالله ، فهي كما يقال كالشمس في رابعة النهار ، المحقّق.
وللعلاّمة المتبحّر الشيخ عبدالحسين الأميني قدسسره تعليق على هذا الموضوع بقوله : «في هذه الوصية الطافحة بالإيمان والرشاد دلالة واضحة على أنّه عليهالسلام إنّما أرجأ تصديقه باللسان إلى هذه الآونة التي يأس فيها عن الحياة حذار شنآن قومه المستتبع لانثيالهم عنه ، المؤدّي إلى ضعف المنّة وتفكّك القوى ، فلا يتسنّى له حينئذ الذبّ عن رسول الله (صلى الله عليه وآله) وإن كان الإيمان به مستقرّاً في الجنان من أوّل يومه ، لكنّه لما شعربأزوف الأجل وفوات الغاية المذكورة أبدى ما أجنته أضالعه فأوصى بالنبيّ (صلى الله عليه وآله)بوصيّته الخالدة» ، الغدير ٧/٢٦٧.