يمكنه إظهاره على وجه الاستصلاح ؛ ليصل بذلك إلى بناء الإسلام ، وقوام الدعوة ، واستقامة أمر رسول الله (صلى الله عليه وآله) وكان ذلك كمؤمني الكهف الذين أبطنوا الإيمان وأظهروا ضدّه للتقية والإصلاح ، فأتاهم أجرهم مرّتين ، والدليل على ماذكرناه في أمر أبي طالب قوله في هذا الشعر بعينه :
ودعوتني وزعمت إنّك ناصحي |
|
ولقد صدقت وكنت قبل أميناً |
فشهد بصدقه ، واعترف بنبوّته ، وأقرّ بنصحه ، وهذا محض الإيمان على ما قدّمناه»(١) انتهى كلامه رفع مقامه ، وهو كاف في دفع الشبهة ، شاف في إزالة التهمة.
فصل
بعض أشعار أبي طالب
ومن الجمع بين الصحيحين للحميدي الحديث الحادي والعشرون من أفراد البخاري في الصحيح من مسند عبدالله بن عمر ، وبالإسناد المقدّم قال : وأخرجه تعليقاً ، فقال : وقال عمر بن حمزة(٢) : حدّثنا(٣) سالم(٤) ، عن
__________________
(١) الفصول المختارة : ٢٨٥ ـ ٢٨٦.
(٢) عمر بن حمزة بن عبدالله بن عمر العدوي العمري ، من أهل المدينة ، سكن الكوفة ، ثمّ رجع إلى المدينة وتوفّي بها. انظر : التاريخ الكبير للبخاري ٦/١٤٨ ، من تكلّم فيه ١/١٤٢ ، الثقات لابن حبّان ٧/١٦٨ ، رجال مسلم ٢/٣٥ ، ذكر أسماء التابعين ٢/١٦٧.
(٣) ورد في نصّ نسخة المخطوطة (بن) والأصوب ماذكر في المتن وكما ذكره البخاري في سند الرواية.
(٤) سالم بن عبدالله بن عمر بن الخطّاب العدوي العمري ، أبو عمر ، تابعي ، ويعدّ