أبيه ربّماذكرت قول الشاعر وأنا أنظر إلى وجه النبيّ (صلى الله عليه وآله) يستسقي فما ينزل حتّى يجيش كلّ ميزاب (١).
وأبيض يستسقى الغمام بوجهه |
|
ثمال اليتامى عصمة للآرامل |
وهو قول أبي طالب ، وقد أخرجه بالإسناد من حديث عبدالرحمن بن عبدالله بن دينار(٢) عن أبيه قال : «سمعت ابن عمر يتمثّل بقول أبي طالب(٣) :
__________________
من الأئمّة في الفقه والحديث ، توفّي عام ١٠٦ هـ وصلّى ، عليه هشام بن عبدالملك. انظر : التاريخ الكبير للبخاري ٤/١١٥ ، تهذيب الكمال ١٠/١٤٥ ـ ١٥٥ ، التعديل والتجريح٣/١١٢٣ ، الجرح والتعديل للباجي ٤/١٨٤.
(١) صحيح البخاري ١/٣٤٢ ، مسند ابن حنبل ٢/٩٣ ، السنن الكبرى للبيهقي ٣/٣٥٢ ، سبل الهدى والرشاد ٩/٤٤٠.
(٢) عبدالرحمن بن عبدالله بن دينار مولى عبدالله بن عمربن الخطاب القرشي العدوي المدني. انظر : رجال صحيح البخاري ١/٤٤٨ ، من تكلّم فيه ١/١٢٠.
(٣) العمدة : ٤١٢ ، بحار الأنوار ٣٥/١٤٦.
واختلفت كلمات القصيدة من مصدر لآخر إلا أنّها تشير إلى نفس المعنى المتقدّم في المتن.
وعلّق السيّد فخار بن معد الموسوي على أبيات هذه القصيدة ما نصّه : «من أنصف وتأمّل هذا المدح قطع على صدق ولاء قائله للنبيّ (صلى الله عليه وآله وسلم) واعترافه بنبوّته وإقراره برسالته ؛ لأنّه لا فرق بين أن يقول : محمّد نبيّ صادق وما جاء به حقٌّ ، وبين أن يقول : فأيّده ربّ العباد بنصره وأظهر دينه الحقّ المخالف للباطل.
فما بعد هذا القول المقطوع وروده من أبي طالب وما أشبهه طريق إلى المتأوّل في كفره إلاّ وهو طريق إلى كفر حمزة وجعفر عليهالسلام وغيرهما من وجوه المسلمين وإن أظهروا الإسلام والإقرار بالشهادتين ونصروا النبيّ (صلى الله عليه وآله وسلم) إذا كان أبو طالب قد شهد للنبيّ (صلى الله عليه وآله وسلم) بالنبوّة واعترف له بالرسالة في نظمه ونثره وخطبه وسجعه حسب ما