فصل
وصية عبدالمطّلب لأبي طالب ، صحبته للرسول ، وفاته
ومن مناقب سبط ابن الجوزي قال : «وقال الواقدي : لمّا احتضر عبدالمطّلب أوصى برسول الله (صلى الله عليه وآله) إلى أبي طالب وقال : يا بنيّ احتفظ بولدي ، فقد أخبرني القافة من بني مذحج وقالوا : لم نر قدماً أشبه بالقدم الذي في المقام من قدم محمّد (صلى الله عليه وآله) ، وسيكون له ملك ، فكفل أبو طالب رسول الله (صلى الله عليه وآله) ، وقام بنصرته ، وكان معه لا يفارقه ، ويحبّه حباً شديداً ، ويقدّمه على أولاده ، ولا ينام إلاّ وهو إلى جانبه ، وكان يقول له : إنّك لمبارك النقيبة ، وميمون الطلعة»(١).
ومن الكتاب المذكور قال ابن سعد في الطبقات : «خرج أبو طالب إلى ذي المجاز ومعه رسول الله (صلى الله عليه وآله) فعطش فقال : يا بن أخي عطشت ولا ماء! فنزل رسول الله (صلى الله عليه وآله) وضرب بعقبه الأرض ؛ فنبع الماء فشرب منه»(٢).
ومن الكتاب المذكور قال محمّد بن إسحاق : وذكر حديثاً طويلاً ، وقدذكرنا مضمونه من طرق أخرى فيما سبق ، واقتصرنا منه هنا على موضع الحاجة قال : «لمّا دخلت السنة العاشرة من النبوة مرض أبو طالب ،
__________________
ونقلت هذه الرواية مصادر أخرى. انظر : شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد ١٤/٦٨ ، زاد المسير ٥/٢٥١ ، كنز الفوائد ١/١٨٣ ، إيمان أبي طالب لفخار : ٧٠ ـ ٧٢.
(١) تذكرة الخواصّ : ٧.
(٢) تذكرة الخواصّ : ٧ ، الطبقات الكبرى ١/١٥٢ ـ ١٥٣ ، بحار الأنوار ١٥/٤٠٧.