__________________
ولاشكّ أنّ هذه الرواية من الموضوعات ، شأنها شأن كثير من الروايات الموضوعة على شخص أبي طالب.
وذكر الشريف النسّابة العلوي العمري المعروف بالموضح بإسناده «أنّ أبا طالب لمّامات لم تكن نزلت الصلاة على الموتى فما صلّى النبيّ(صلى الله عليه وآله وسلم) عليه ولا على خديجة ، وإنّما اجتازت جنازة أبي طالب والنبيّ(صلى الله عليه وآله وسلم) وعليّ وجعفر وحمزة جلوس فقاموا وشيّعوا جنازته واستغفروا له فقال قوم : نحن نستغفر لموتانا وأقاربناالمشركين أيضاً ظنّاً منهم أنّ أبا طالب مات مشركاً؛ لأنّه كان يكتم إيمانه ، فنفى الله عن أبي طالب الشرك ونزّه نبيّه(صلى الله عليه وآله وسلم) والثلاثة المذكورين عليهمالسلام عن الخطأ في قوله : (ماكانَ لِلنَّبِيِّ وَالَّذِينَ آمَنُوا أَنْ يَسْتَغْفِرُوا لِلْمُشْرِكِينَ وَلَوْ كانُوا أُولِي قُرْبى) فمن قال بكفر أبي طالب؛ فقد حكم على النبيّ(صلى الله عليه وآله وسلم) بالخطأ ، والله تعالى قد نزّهه عنه في أقوالهوأفعاله ، ولو كان أبو طالب مات كافراً لما أبّنه النبيّ بعد الموت ولا أثنى عليه». إيمان أبي طالب لفخار : ٢٦٨ ـ ٢٦٩.
ونقل كذلك عن أبي الفرج الأصفهاني ما نصّه : «سئل أبو الجهم بن حذيفة أصلّى النبيّ(صلى الله عليه وآله وسلم) على أبي طالب؟ فقال : وأين الصلاة يومئذ إنّما فرضت الصلاة بعد موته. ولقدحزن عليه رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم) وأمر عليّاً بالقيام بأمره وحضر جنازته ، وشهد له العبّاسوأبو بكر بالإيمان وأشهد على صدقهما ، لأنّه كان يكتم إيمانه ولو عاش إلى ظهورالإسلام لأظهر إيمانه» ، إيمان أبي طالب لفخار : ٢٦٨.
وناقش الشيخ الأميني قدسسره هذا الموضوع بإسهاب ، ووضع الأدلّة والحجج على تفنيدتلك الادّعاءات التي لاأصل لها من الصحّة ، ومن جملة ما قال : «إنّ آية الاستغفارنزلت بالمدينة بعد موت أبي طالب بعدّة سنين تربو على ثمانية أعوام ، فهل كان النبيّ (صلى الله عليه وآله) خلال هذه المدّة يستغفر لأبي طالب عليهالسلام أخذاً بقوله(صلى الله عليه وآله) : والله لأستغفرنّ لك ما لم أنه عنك؟ وكيف كان يستغفر له؟ وكان هو (صلى الله عليه وآله) والمؤمنون ممنوعين عن موادّة المشركين والمنافقين وموالاتهم والاستغفار لهم ـ الذي هو من