محض ؛ لنقل أكثر المفسّرين ، ومنهم صاحب الكشّاف : إنّها نزلت في المدينة بعد الهجرة وبعد وفاة أبي طالب بكثير(١).
ومن الكتاب المذكور وذكر ابن سعد ، عن هشام بن عروة قال : «مازلوا كافّين عن رسول الله (صلى الله عليه وآله) حتّى مات أبو طالب ، يعني قريشاً»(٢).
وقال السّدّي(٣) : «مات أبو طالب وهو ابن بضع وثمانين سنة ، ودفن بالحجون عند عبدالمطّلب ، وقال أمير المؤمنين يرثيه(٤) :
أبا طالب عصمة المستجير |
|
وغيث المحول ونور الظلم |
لقد هدّ فقدك أهل الحفاظ |
|
فصلّى عليك ولىّ النعم |
ولقّاك ربّك رضوانه |
|
فقد كنت للمصطفى خير عم»(٥) |
وقال عليهالسلام أيضاً(٦) :
__________________
أظهر مصاديق الموادّة والتحابب ـ منذ دهر طويل بقوله تعالى : (لا تَجِدُ قَوْماً يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآْخِرِ يُوادُّونَ مَنْ حَادَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَوْ كانُوا آباءَهُمْ أوْ أَبْناءَهُمْ أَوْ إِخْوانَهُمْ أَوْعَشِيرَتَهُمْ أُولئِكَ كَتَبَ فِي قُلُوبِهِمُ الإِْيمانَ وَأَيَّدَهُمْ بِرُوح مِنْهُ)» ، الغدير ٨/١٠.
(١) الكشّاف ٢/٢٤٦.
(٢) تذكرة الخواصّ : ٩.
(٣) إسماعيل بن عبدالرحمن بن أبي كريمة السدي الأعور ، أصله حجازي ، ثمّ سكن الكوفة ، وكان يقعد في سدّة باب الجامع بالكوفة؛ فسمّي السدّي وقيل : إنّما سمّي السدي ؛ لأنه كان ينزل السدّة ، وهو السدّي الكبير ، الإمام المفسّر ، توفّي عام ١٢٧ هـ. انظر : التاريخ الكبير للبخاري ١/٣٦١ ، سير أعلام النبلاء ٥/٢٦٤ ، مشاهير علماء الأمصار١/١١١ ، تهذيب الكمال ٣/١٣٢ ـ ١٣٨.
(٤) تذكرة الخواصّ : ٩ ، إيمان أبي طالب لفخار : ١٢٢ ـ ١٢٣ ، بحار الأنوار ٣٥/١١٥.
(٥) ورد هذا الشطر عند سبط ابن الجوزي : «فقد كنت للمصطفى خير عم».
(٦) تذكرة الخواصّ : ٩ ، بحار الأنوار ٣٥/١٢٢ ، حلية الأبرار ١/٢٠٩ ، شرح إحقاق الحقّ ٣٣/٢٢٩.