الثانية : قوله فقد سرّني إن قلت إنّك مؤمن فإنّ سروره بإيمان حمزة يدلّ على تصديقه للنبيّ (صلى الله عليه وآله) إذ لو لم يعتقد صدقه لما سرّه إيمان حمزة ، بل كان ينهاه عن الأيمان.
الثالثة : إقراره بأنّه رسول الله (صلى الله عليه وآله) ، وهو صريح في إيمانه.
الرابعة : نفي السحر عنه وهو يدلّ على التصديق بالالتزام.
والعجب من بعض علماء العامّة أنهم ينكرون إيمان أبي طالب مع أنّهم يروون هذا الكلام ونحوه في كتبهم المعتبرة التي يعتمدون عليها ، مثل صحيح البخاري الذي اتفقوا على صحّة ما فيه ، نعوذ بالله من الخذلان واستزلال الشيطان.
فصل
بين أبي طالب وبني هاشم
ومن ذلك ما رواه علماء العامّة ففي كتاب أبي عمرو محمّد بن عبدالواحد الزاهد الطبري اللغوي(١) ، عن أبي العبّاس أحمد بن يحيى
__________________
(١) محمّد بن عبدالواحد بن أبي هشام البغدادي اللغوي ، أبو عمر ، المعروف بغلام ثعلب ، لصحبته ثعلب اللغوي زماناً ، ولد عام٢٦١ هـ ، ويعدّ أحد أئمّة اللغة ، قال عنه ابن النديم : وكان نهاية في النصب والميل على علي عليهالسلام ، وكان متغالياً في حبِّ معاوية ، وله جزء في فضائله ، وكان إذا جاءه أحد يقرأ عليه يخرج إليه ذلك الجزء ويلزمه قراءته. توفّي ببغداد عام ٣٤٥ هـ. انظر : الفهرست لابن النديم ١/١١٣ ، لسان الميزان ٥/٢٦٨ ، طبقات الحفّاظ ١/٣٥٨ ـ ٣٥٩ ، طبقات الحنابلة ٢/٦٧ ـ ٦٩ ، الكامل في التاريخ ٧/٢٥٧ ، البلغة ١/٢٠٤ ـ ٢٠٥.