وقد ذكر أبو المجد بن رشادة(١) (٢) الواعظ الواسطي في مصنّفة كتاب أسباب نزول القرآن ما هذا لفظه : «قال الحسين بن الفضل(٣) (٤) في قوله : (إنَّكَ لا تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ) : كيف يقال إنّها نزلت في أبي طالب؟!وهذه السورة من آخر ما نزل من القرآن في المدينة ، وأبو طالب مات في عنفوان الإسلام والنبيّ (صلى الله عليه وآله) بمكّة ، وإنّما نزلت هذه الآية في الحارث بنعامر(٥) بن عبدمناف(٦) ، وكان النبيّ (صلى الله عليه وآله) يحبّه ويحبّ إسلامه»(٧).
__________________
(١) ورد في نصّ نسخة المخطوطة (ابن شاذان) ، والأصوب ما ذكر في المتن وذكرته المصادر.
(٢) لم نعثر له على ترجمة ، سوى ماذكره أبي جرادة في ترجمة ابن اسفنديار ما نصّه : «اسفنديار بن الموفّق بن أبي علي بن محمّد بن يحيى بن علي ، أبو الفضل البوشنجي الأصل الواسطي مولداً ، قدم حلب وسمع بها أبا سعد عبدالله بن محمّد ابن أبي عصرونوقرأ القرآن بوجوه القراءات ودرس الوعظ على أبي المجد علي بن المبارك الواسطي سبط ابن رشادة». بغية الطلب في تاريخ حلب ٤/١٥٨٨.
(٣) ورد في نصّ نسخة المخطوطة «الحسن ابن أبي الفضل». وذكره السيّد ابن طاووس والشيخ المجلسي «الحسن بن مفضل» ، والأصوب ماذكر في المتن وذكرته المصادر.
(٤) الحسين بن الفضل بن عمير البجلي الكوفي ، أبو علي ، المفسّر الأديب ، نزيل نيسابور ، إمام عصره في معاني القرآن. توفّي عام ٢٨١ هـ عن مائة وأربع سنين. انظر : طبقات المفسرين ١/٤٨ ـ ٤٩ ، شذرات الذهب ١٧٨ ، لسان الميزان ٢/٣٠٧ ، الأعلام للزركلي ٢/٢٥١ ـ ٢٥٢.
(٥) وردت في نصّ نسخة المخطوطة وعند السيّد ابن طاووس والشيخ المجلسي (نعمان) ، والأصوب ما ذكر في المتن وذكرته المصادر.
(٦) الحارث بن عامر بن نوفل بن عبدمناف القرشي ، من كفّار مكّة ، قتل يوم أحد على يدخبيب بن عدي الأنصاري. انظر : الطبقات الكبرى ٨/٥٠ ، المنتظم ٣/٢٠٢ ، حتّى عام٢٥٧ هـ ، البداية والنهاية ٤/٦٢ ، الإصابة ٢/٣٦٢ ، الاستيعاب ٢/٤٤٠.
(٧) نقلاً عن : بحار الأنوار ٣٥/١٥١ ـ ١٥٢ ، الأربعين للقمّي : ٤٩٦. وتفسير القرطبي ٨/٢٧٣.