«قال ذات يوم للنبي (صلى الله عليه وآله) إنّا نعلم أنّك على الحقّ وأنّ الذي جئت به حقّ ، ولكن يمنعنا من اتّباعك إنّ العرب تتخطّفنا من أرضنا لكثرتهم وقلّتنا ، ولاطاقة لنا بهم ، فنزلت الآية وكان النبيّ (صلى الله عليه وآله) يؤثر إسلامه ليلة إليه. انتهى.
فظهر إنّ ما اشتهر عندهم من نزولها في أبي طالب ناشر عن التعصّب وفرط العناد والغباوة»(١).
فصل
الأخبار الواردة عن أهل البيت في إسلام أبي طالب
ومن كتاب كمال الدين بإسناده إلى الأصبع بن نباته(٢) ، عن عليّ عليهالسلام أنّه قال : «لا والله ما عبد أبي ولا جدّي عبدالمطّلب ولا هاشم ولا عبدمناف صنماًقط ، قيل : فما كانوا يعبدون؟ قال : يصلّون إلى البيت على دين إبراهيم متمسّكين به»(٣).
__________________
(١) بحار الأنوار ٣٥/١٥١ ـ ١٥٢ ، الأربعين للقمّي : ٤٩٦.
وعلّق السيّد ابن طاووس على هذه الرواية ما نصّه : «وما رأينا ولا سمعنا أنّ مسلماأحوجوا فيه إلى مثل ما أحوجوا في إيمان أبي طالب ، والذي نعرفه منهم أنّهم يثبتون إيمان الكافر بأدنى سبب وبأدنى خبر واحد وبالتلويح ، فقد بلغت عداوتهم لبني هاشم إلى إنكار إيمان أبي طالب مع ثبوت ذلك عليه بالحجج الثواقب إنّ هذا من جملة العجائب. ومن طريف ما رووه في عناية أبي طالب نبيّهم محمّداً وإحسانه وثنائه عليه». الطرائف ١/٣٠٦ ـ ٣٠٧.
(٢) الأصبغ بن نباتة بن الحارث بن عمرو بن فاتك التميمي الحنظلي ، من خواصّ أصحاب الإمام علي عليهالسلام ، وعمر بعده ، روى عنه عهد الأشتر ووصيّته إلى محمّد بن الحنفية. انظر : رجال النجاشي : ٨ ـ ٩ ، الفهرست : ٨٥ ، معجم رجال الحديث ٤/١٢٢ ، الكامل لابن عدي ١/٤٠٧ ، الطبقات الكبرى ٦/٢٢٥.
(٣) كمال الدين ١/١٧٤ ـ ١٧٥ ، الخرائج والجرائح ٣/١٠٧٤ ـ ١٠٧٥ ، بحار الأنوار ١٥/١٤٤.