وعن الرضا عليهالسلام : «إنّ نقش خاتم أبي طالب كان : رضيتُ بالله ربّاً وبابن أخي محمّد نبيّاً وبابني علي له وصيّاً»(١).
ونقل ابن أبي الحديد في شرح نهج البلاغة إجماع الشيعة وأكثر الزيّديةوكثير من المعتزلة على إيمان أبي طالب(٢).
وممّا يمكن أن يستدلّ به ويلزم به من أنكر إيمانه : إنّ من المعلوم من مذهب العامّة إنّ المسلم لا يرث الكافر(٣) ، وقد ذكروا في كتبهم إنّ ميراث أبي طالب قسّم بين أولاده وإنّ النبيّ (صلى الله عليه وآله) زاد عليّاً عليهالسلام على أخوته
__________________
الأولى : «عن أبان بن محمّد قال : كتبت إلى الإمام علي بن موسى عليهالسلام : جعلت فداك ، إنّي شككت في إيمان أبي طالب ، قال : فكتب : بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ (وَمَن يَتَّبِعْ غَيْرَسَبِيلِ الْمُؤْمِنِينَ نُوَلِّهِ ما تَوَلَّى) أما إنّك إن لم تقرّ بإيمان أبي طالب كان مصيرك إلى النّار».
إيمان أبي طالب لفخار : ٧٦ ـ ٧٧ ، كنز الفوائد ١/١٨٣ ، بحار الأنوار ٣٥/١١١.
الثانية : «عن محمّد بن علي بن بابويه بإسناد له : إنّ عبدالعظيم بن عبدالله العلوي كان مريضاً فكتب إلى أبي الحسن الرضا عليهالسلام : عرّفني يا ابن رسول الله عن الخبر المروي : إنّ أبا طالب في ضحضاح من نار يغلي منه دماغه. فكتب إليه الرضا عليهالسلام : بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ أمّا بعد ، فإنّك إن شككت في إيمان أبي طالب كان مصيرك إلى النّار».
إيمان أبي طالب لفخار : ٨١ ـ ٨٢ ، بحار الأنوار ٣٥/١١١.
(١) الغدير ٧/٣٩٥. ونقل الشيخ الأميني هذه الرواية عن تفسير أبو الفتوح ٤/٢١٢.
(٢) شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد ١٤/٦٦.
(٣) وهذا ماروته كتب أهل السنّة في صحاحهم ومسانيدهم. «فعن أسامة بن زيد بن حارثة قال : قال رسول الله (صلّى الله عليه وسلّم) : ثمّ لا يرث الكافر المسلم ، ولا المسلم الكافر».
السنن للبيهقي ٦/٢١٨ ، صحيح ابن خزيمة ٤/٣٢٢ ، سنن الدارقطني ٣/٦٢ ، مسند ابن حنبل ٥/٢٠١ ، مسند أبي عوانة ٣/٤٢٢ ، السنن الكبرى للنسائي ٤/٨١ ، مصنف عبدالرزّاق ١٠/٢٨٤ ، مسند الطياليسي ١/٨٧.