سيف أبي طالب ودرعه ، فلو كان كافراً لما جاز لعليٍّ أن يأخذ من ميراثه شيئاً ، ولما أعطاه رسول الله (صلى الله عليه وآله) سيفه ودرعه على مذهبهم.
وممّا يستدلّ به أيضاً : إنّ فاطمة بنت أسد زوجته أسلمت بعد خديجة في حياة أبي طالب ، وكانت في حباله إلى حين وفاته ، ولو كان كافراً لوجب عليهااعتزاله ، ولأمرها النبيّ (صلى الله عليه وآله) بذلك ، فإنّه (صلى الله عليه وآله) لا تأخذه في الله لومة لائم ، ولم يغفل أحد عن ذلك(١).
ومن شعر أبي طالب الدالّ على إيمانه ما روي أنّه كتب به إلى النجاشي ملك الحبشة(٢) :
تعلم عليك الحبش أنّ محمّداً |
|
نبيٌّ كموسى والمسيح بن مريم(٣) |
__________________
(١) وهناك أكثر من شاهد تاريخي يدلّ على ما نقل في المتن ، فقد ذكر القرطبي في تفسيره ما نصّه : «وكان الكفّار يتزوّجون المسلمات والمسلمون يتزوّجون المشركات ، ثمّ نسخ ذلك في هذه الآية فطلّق عمر بن الخطّاب حينئذ امرأتين له بمكّة مشركتين : المساجدبنت أبي أمية فتزوّجها معاوية بن أبي سفيان وهما على شركهما بمكّة ، وأمّ كلثوم بنت عمروالخزاعية أمّ عبدالله بن المغيرة فتزوّجها أبو جهن بن حذافة وهما على شركهما ، فلمّاولي عمر قال أبو سفيان لمعاوية : طلّق المساجد لئلاّ يرى عمر سلبه في بيتك ، فأبى معاوية من ذلك ، وكانت أمّ طلحة بن عبيد الله أروى بنت ربيعة بن الحارث بن عبد المطّلب ففرّق الإسلام بينهما ، ثمّ تزوّجها في الإسلام خالد بن سعيد بن العاص وكانت ممّن فرّ إلى النبيّ صلّى الله عليه وسلّم من نساء الكفّار فحبسها وزوّجهاخالداً ، وزوّج النبيّ صلى الله عليه وسلّم زينب ابنته وكانت كافرة من أبي العاص بن الربيع ، ثمّ أسلمت وأسلم زوجها بعدها». تفسير القرطبي ١٨/٦٥ ـ ٦٦.
(٢) إيمان أبي طالب للمفيد : ٣٨ ـ ٣٩ ، إعلام الورى : ٤٥ ، الصراط المستقيم ١/٣٣٢.
(٣) ورد في نصّ نسخة المخطوطة : «كعيسى بن مريم» ، والأصوب ماذكر في المتن وذكرته المصادر.