قوم ، اتقوا الله ، وكفّوا عمّا أنتم عليه ، فتفرّق القوم ولم يتكلّم أحد.
ورجع أبو طالب إلى الشعب ، وقال عند ذلك نفر من بني عبدمناف وبني قصي ورجال من قريش ولدتهم نساء من بني هاشم ، منهم : مطعم ابن عدي بن عامر بن لؤي(١) ، وكان شيخاً كبيراً كثير المال وله أولاد ، وأبوالبختري بن هاشم(٢) ، وزهير بن أمية المخزومي(٣) في رجال من أشرافهم : نحن براء ممّا في هذه الصحيفة ، فقال أبو جهل : هذا أمر قضي بليل.
__________________
(١) هشام بن عمرو بن ربيعة بن الحارث بن حبيب بن نصر بن مالك بن حسل من بني عامربن لؤي ، ابن أخي نضلة بن هاشم بن عبدمناف لأمّه ، من المؤلّفة قلوبهم ، وكان ذاشرف في قومه ، وهو القائل : يا أهل مكّة أنأكل الطعام ونلبس الثياب وبنو هاشم هلكى لا يباعون ولا يبتاع منهم ، والله لا أقعد حتّى تشقّ هذه الصحيفة القاطعة الظالمة. انظر : السيرة لابن هشام ٢/٢١٩ ، الاكتفاء بما تضمّنته من مغازي رسول الله ١/٢٦٩ ـ ٢٧٠ ، الدرر١/٥٦ ـ ٥٧ ، تاريخ الطبري ١/٥٥٢ ـ ٥٥٣ ، المنتظم ٣/٤ ، حتّى عام ٢٥٧ هـ ، الاستيعاب ٢/٢١٩.
(٢) العاص بن هشام بن الحارث الأسدي ، أبو البختري ، قتله عبدالله بن زياد البلوي حليف الأنصار في معركة بدر. انظر : السيرة لابن هشام ٢/٩٩ ، الاستيعاب لابن عبدالبر٤/١٤٥٩ ، الإكمال ٧/١٦٣ ، تاريخ الطبري ٢/٣٤ ، سير أعلام النبلاء للذهبي١/١٧١ ، تاريخ اليعقوبي ٢/٤٥.
(٣) زهير بن أمية ، وقيل : ابن أبي أمية بن عبدالله بن عمر المخزومي ، أخو أمّ سلمة أمّ المؤمنين ، وأمّه عاتكة بنت عبدالمطّلب ، ويعدّ من المؤلّفة قلوبهم.إلاّ أنّ ابن الأثير له رأي آخر قيقول : «واختلف في موته فقيل سار إلى بدر فمرض فمات ، وقيل : أُسر ببدر فأطلقه رسول الله ، فلمّا عاد مات بمكّة ، وقيل : حضر وقعة أحدفأصابه سهم فمات منه. وقيل : سار إلى اليمن بعد الفتح فمات».
وقال ابن عبدالبرّ في الاستيعاب : «مذكور في المؤلّفة قلوبهم فيه نظر لا أعرفه».
انظر : الكامل في التاريخ ١/٥٩٤ ، مسائل ابن حنبل ١/١٤٠ ، السيرة لابن إسحاق ٢/١٤٦ ، الإصابة ٢/٥٧٢ ، الاستيعاب ٢/٥٢٠ ، الدرر ١/٢٣٣.