بأنّ كلّ ما يحدّثون به فإنّما ينقلونه عن النبيّ (صلى الله عليه وآله) بسند متصل :
١ ـ عن جابر ـ بثلاثة أسانيد ـ قال : قال أبو جعفر عليهالسلام : «يا جابر لو كنّانحدّث الناس أو حدّثناهم برأينا لكنّا من الهالكين ، ولكنّا نحدّثهم بآثار عندنا من رسول الله (صلى الله عليه وآله) يتوارثها كابر عن كابر ، نكنزها كما يكنز هؤلاء ذهبهم وفضّتهم»(١).
٢ ـ عن داود أبي زيد عن أبي عبدالله عليهالسلام قال : سمعته يقول : «إنّا لو كنّانفتي الناس برأينا وهوانا لكنّا من الهالكين ، ولكنّها آثار من رسول الله (صلى الله عليه وآله)أصل [اُصول] علم نتوارثها كابر عن كابر عن كابر ، نكنزها كمايكنز الناس ذهبهم وفضّتهم»(٢).
٣ ـ عن عنبسة قال : «سأل رجل أبا عبدالله عليهالسلام عن مسألة فأجابه فيها ، فقال الرجل : إن كان كذا وكذا ما كان القول فيها ، فقال له : مهما أجبتك فيه لشيئ فهو عن رسول الله (صلى الله عليه وآله) ، لسنا نقول برأينا من شيء»(٣).
٤ ـ ولقد صرّح الأئمّة من أهل البيت عليهمالسلام بسلسلة السند لكلّ ما ينقلونه من أحاديث ، وأنّ هذا النقل ليس حدسياً بل حسّياً ، فعن عمر بن عبدالعزيز(٤) عن هشام بن سالم وحمّاد بن عثمان وغيره قالوا : «سمعنا أبا عبدالله عليهالسلام يقول : حديثي حديث أبي ، وحديث أبي حديث جدّي ،
__________________
(١) بصائر الدرجات ٦/٢٩٩ ـ ٣٠٠ ، ب ١٤ ، ح ١ ، ٤ ، ٦. وانظر : ٢٩٩ ـ ٣٠١ ، ح ٢ ، ٩.
(٢) بصائر الدرجات ٦/٢٩٩ ـ ٣٠٠ ، ب ١٤ ، ح ٣. وانظر : ٣٠١ ، ح ١٠.
(٣) بصائر الدرجات ٦/٣٠٠ ـ ٣٠١ ، ب ١٤ ، ح ٨.
(٤) المراد به : أبو جعفر عمر بن عبدالعزيز بن أبي بشّار [يسار] ، المعروف بـ (زحل) : عربي ، بصري ، كان له كتاب. [انظر : معجم رجال الحديث وتفصيل طبقات الرواة ١٤ /٤٦ ـ ٤٧].