نسخة المتحف البريطانى التى أولاها المستشرق ديرنبورج عناية ونشرها سنة ١٨٩٢ م ، ثم أتى بعده أحمد بن الأمين الشنقيطى (ت ١٣٣١ ه) ونشر الكتاب فى القاهرة سنة ١٣٢٧ ه ويظهر أنه اعتمد على نشرة ديرنبورج مع نسخة فى دار الكتب. ونشر فى (الطّرف البهيّة) عام ١٣٣٠ ه اعتمادا عليها أو عليهما إن شئت ، ثم نشره الأستاذ أحمد عبد الغفور عطّار فى القاهرة عام ١٩٥٧ م ، وأعاد نشره سنة ١٩٧٩ م (١) ، وفى هذه النشرة لم يعلن عن ناشره ولا طابعه ولا مكان طبعه؟! ، قال فى مقدمته : «واعتمدنا فى التّحقيق على أربع نسخ ، الأولى النسخة المطبوعة المعروفة» ، ولا أدرى أيّ طبعة يريد؟! وأتعب الأستاذ نفسه فى التّعليق على النصّ والاستدراك عليه وطبعه على ورق صقيل ناصع جيّد ، وتجليد فاخر ، وفهرسة جيّدة شاملة ـ إلى حدّ ما ـ لكنّه لم يسلك فى تحقيقه الطّريقة المنهجية العلمية فى تحقيق النصوص ونشر الكتب. فلم يعر المقابلة اهتمامه ، وذكر من بين نسخه التى اعتمد عليها نسخة المتحف البريطانى ، أشكّ فى صحة اعتماده على هذه النّسخة أصلا ؛ لأنه أسقط كثيرا من عبارات النّص ، بل أسقط بابا كاملا ... (٢).
وقد تتبع الكتاب محمود جاسم محمّد فى دراسته عن جهود ابن خالويه فى اللّغة مع تحقيق شرح المقصورة ص ٥٦ ـ ٧٢ ، وسرد فرق ما بين الكتاب المطبوع ونسخة المتحف البريطانى التى قال الأستاذ أحمد عبد الغفور عطار : إنه اعتمد عليها. ولم يثبت الأستاذ فى هوامش التّحقيق فروق النسخ والمقابلة حتى بين نسختيه الأخريين ، وعلق على النصّ بتعليقات نافعة من كلام الأوائل ، ولم يذكر المصادر فى الغالب ، كذا لم يذكر آخر الكتاب المصادر التى اعتمد عليها فى الدراسة والتّحقيق والتّعليق. وهذا شىء كلّه لا يجهله الأستاذ ولا يعذر بتركه.
وأهمّ من هذا وذاك أنه ـ عفا الله عنه ـ لم يذكر أن ما ينشره قطعة صغيرة من أصل الكتاب ، وهو ـ بكلّ تأكيد ـ لا يجهل هذا.
__________________
(١) ونشر الدكتور حسين محمد محمد شرف هذه القطعة ولم أطلع على نشرته.
(٢) يراجع ابن خالويه وجهوده فى اللّغة : ٦٦.