بسم الله الرحمن الرحيم
كلمة العلاّمة المحقّق الأكبر الشيخ محمّد محسن
الشهير بالشيخ آقا بزرك الطهراني قدسسره
الحمد لله والصلاة والسلام على سيّدنا ومولانا رسول الله وعلى الإثني عشر المعصومين أولياء الله من الآن إلى يوم لقاء الله.
تتعاقب اللّيالي والأيّام وتتوالى السنون والأعوام ويدور دولاب الحياة بسرعة فيطحن الأجيال بعد الأجيال ، وتسير مركبها فتسحق ما يعترض طريقها من أشواك وأوغال ، وينتهي المسير بالبشرية إلى ذلك العالم المظلم حيث النّومة الأبدية إلى يوم يبعثون.
لقد مضى عليَّ في العراق حتّى الآن إحدى وسبعون سنة ـ وهي عمر طويل ـ قضيت معظمها في النجف الأشرف بجوار مرقد مولانا أمير المؤمنين عليهالسلام ، وقد عاصرت خلال تلك العقود جماعات وجماعات وشهدت عدّة دول وحكومات ، ورأيت عجائب وغرائب وحوادث وكوارث وعوالم مختلفة متناقضة لا مجال للإشارة إليها جميعاً.
هبطت النجف على مشرفها التحية عام ١٣١٣ هجرية ، وانخرطت بعد برهة قصيرة في سلك تلامذة المجتهد الأكبر شيخ المحدّثين وأستاذ العلماء الشيخ الميرزا حُسين النوري طاب ثراه ، وانتظمني مجلسه فتعرّفت في ذلك المعهد الشريف على وجوه كريمة وامتزجت بنفوس طيّبة سليمه كان منها الحجّة المجاهد الشيخ محمّد الحُسين آل كاشف الغطاء رحمة الله عليه ، فقد كان من أصدقائي الأوائل وزملائي القدامى ، قضيت معه ومع صفوة من