كتبوا إليه وهم في جيش عمر بن سعد فجاء اسم شبث بن ربعي وحجّار بن أبجر وقيس بن الأشعث ويزيد بن الحارث ولمّا سمعوا أنكروا وقالوا : «لم نفعل»(١) ، وتنتهي هذه الرواية بختام خطبته عليهالسلام قائلاً : «أعوذ بربّي وربّكم من كلِّ متكبِّر لايؤمن بيوم الحساب» ، ثمّ نزل من على راحلته التي عقلها عقبة ابن سمعان ، فتحرّك الجيش زاحفاً نحو المخيّم(٢).
أمّا الرواية الأخيرة ففيها يصف الضحّاك المشرقي كيفية نجاته من القتل ، فقد ذكّر الإمام الحسين عليهالسلام بالاتفاق الذي جرى بينهما فقال له الإمام : «صدقت ، وكيف لك بالنجاء! إن قدرت على ذلك فأنت في حلٍّ»(٣) ، ويبدو أنّ الضحّاك قد استعدّ لذلك فوضع له فرساً في إحدى الخيم وذلك بعدعقر الخيول وكان يقاتل راجلاً ، ثمّ يذكر أنّ الإمام الحسين عليهالسلام مدحه بقوله : «لا تشلل ، لا يقطع الله يدك ، جزاك الله خيراً عن أهل بيت نبيِّك صلّى الله عليه (وآله) وسلّم»(٤) ، ثمّ يصف المشرقي نجاته من المعركة على فرس له أنّه اتّبعه خمسة عشر رجلاً حتّى وصلوا إلى منطقة شُفَيّة ـ قرية قريبة من شاطئ الفرات ـ عرفه بعضهم وكانوا من قومه فطلبوا الكفّ عنه فأجاب لذلك قوم من بني تميم ، وتنتهي الرواية بقوله : «فلمّا تابع التميميّون أصحابي كفّ الآخرون» ثمّ قال : «فنجّاني الله»(٥).
هذا التصرّف الغريب يخفي وراءه سرّاً من الأسرار ربّما يفسّر بإرادة
__________________
(١) المصدر السابق ٥ / ٤٢٥.
(٢) المصدر السابق ٥ / ٤٢٥.
(٣) المصدر السابق ٥ / ٤٤٤.
(٤) المصدر السابق ٥ / ٤٤٥.
(٥) المصدر السابق ٥ / ٤٤٥.