الإمام الحسين عليهالسلام لذلك ; فقد جعل عليهالسلام بعض أنصاره ممّن اكتوى بنار الحرب ينقل أخبارها حتّى لا تصادر أهداف الثورة وما جاء من أجله مَن استشهد على أرض المعركة ولئلاّ تنقل هذه الأخبار من المنتصر فقط ، ربّما يعلّل ذلك في هذا الاتجاه ، ولكنّ الشهادة للضحّاك أيضاً مطلوبة ويُسعى إليها ، وقد حارب وقاتل فارساً وراجلاً كما تذكر الروايات ، ولكن لماذا تعاقد مع الإمام الحسين عليهالسلام واتّفق على تلك الخطّة التي وضعها الضحّاك لنفسه واشترط على الإمام الحسين عليهالسلام ذلك الشرط ، ولماذا قبل الإمام الحسين عليهالسلام ذلك الشرط؟ ، لم تذكر الروايات سوى الاتفاق وقبول الإمام الحسين عليهالسلام منه ذلك الاتفاق.
وربّما يعرض على الباحث لماذا انهزم الضحّاك من أرض المعركة؟ هل خاف أو جبن من كثرة القتلى ولذلك صمّم على الهزيمة والفرار(١) ، وما معنى الاتفاق المبرم؟ ثمّ ما معنى الحلِّ والإذن له؟ وكيف يفسّر أنّه من أصحاب الإمام زين العابدين عليهالسلام كما ذكره الشيخ الطوسي في رجاله (٢)؟ ربّماشوّهت معالم شخصية هذا الرجل بأنّه انهزم من المعركة خوفاً وجبناً ولم يكن بإذن الإمام ورخصته التي يمكن أن يقال حينها أنّ الهدف من ورائهاحفظ تاريخ الثورة والأحداث الحقيقية على لسان المشاركين فيها.
الضحّاك بن عبد الله المشرقي في كتب الرجال :
ذكره الشيخ الطوسي أنّه من أصحاب الإمام السجّاد عليهالسلام(٣) ، ولم يعثر
__________________
(١) حياة الإمام ٣ / ٢٤٥.
(٢) رجال الطوسي : ١١٦.
(٣) المصدر السابق : ١١٦.