سهل بن سعد الساعدي ، أوزيد بن أرقم ، أو أنس بن مالك ، يخبروكم أنّهم سمعوا هذه المقالة من رسول الله صلّى الله عليه (وآله) وسلّم لي ولأخي ، أفما في هذا حاجز لكم عن سفك دمي ، فقال له شمر بن ذي الجوشن : هو يعبد الله على حرف إن كان يدري ما يقول ، فقال له حبيب ابن مظاهر : والله إنّي لأراك تعبد الله على سبعين حرفاً ، وأنا أشهد أنّك صادق ما تدري ما يقول ، قد طبع الله على قلبك ، ثمّ قال لهم الحسين : فإن كنتم في شكٍّ من هذا القول أفتشكون أثراًماإنّي ابن بنت نبيّكم ، فوالله ما بين المشرق والمغرب ابن بنت نبيٍّ غيري منكم ولا من غيركم ، أنا ابن بنت نبيّكم خاصّة أخبروني ، أتطلبوني بقتيل منكم قتلته أو مال بكم استهلكته أو بقصاص من جراحة؟ قال : فأخذوا لايكلّمونه ، قال : فنادى : يا شبث بن ربعي ، ويا حجّار بن أبجر ، ويا قيس بن الأشعث ويا يزيد ابن الحارث ، ألم تكتبوا الي قد اينعت الثمار واخضرّالجناب وطمّت الجمام ، وإنّما تقدم على جند لك مجنّدة فأقبل ، قالواله : لم نفعل ، فقال : سبحان الله! بلى والله لقد فعلتم ، ثمّ قال : أيّها الناس ، إذكرهتموني فدعوني أنصرف عنكم إلى مأمني من الأرض ، قال : فقال له قيس بن الأشعث : أوَ لا تنزل على حكم بني عمّك فإنّهم لن يروك إلاّ ما تحبّ ، ولن يصل إليك منهم مكروه ، فقال الحسين : أنت أخو أخيك ، أتريد أن يطلبك بنو هاشم بأكثر من دم مسلم ابن عقيل ، لا والله لا أعطيهم بيدي إعطاءالذليل ولا أقرّ إقرار العبيد ، عباد الله إنّي عذت بربّي وربّكم أن ترجمون ، أعوذ بربّي وربّكم من كلّ متكبّر لا يؤمن بيوم الحساب ، قال : ثمّ إنّه أناخ راحلته وأمر عقبة بن سمعان فعقلها وأقبلوا يزحفون نحوه»(١).
__________________
(١) تاريخ الطبري ٥ / ٤٢٣ ـ ٤٢٦.