مناه ـ : «عليك بصلاة اللّيل !» فأثّر هذه الكلمة في نفسه الشريفة بحيث ما ترك صلاة اللّيل على ما شاهدته مدّة مديدة ، ولو في مشاقّ الاسفار ومظانّ الاخطار.
وكان السبب في انقطاعه ـ رضوان الله عليه ـ إلى الله وذهوله عمّا سواه على ما حدثني به الشيخ الجليل والفاضل النبيل ، العالم الامين والحبر العامل الرزين غوث الملّة والحقّ والدين ، فخر العلماء العاملين وثقة الاسلام والمسلمين ، أخي الاجلّ الاكرم الوفىّ الحاج شيخ محمّد علي ـ جعلني الله فداه ، وأدام الله ظلاله على من سواه ، وسلّمه الله وأبقاه ـ عنه ـ قدسسره ـ أنه قال :
«لمّا كنت في إصفهان مشتغلا بامامة الجماعة خطر في قلبي بعض الوسواس الذي هو من الخناس الذي يوسوس في صدور الناس ، فكنت كل يوم قبل الخروج إلى الصلاة أشتغل بالفكر ساعة أو ساعتين لتحصيل الخلوص الذي هو للصلاة عين الفرض وفرض العين ، افكر في فناء الدنيا وغرورها ، وعدم بقاء نعيمها وسرورها ، وما يجري فيها من المكاره على أهلها ، وانقضاء صعبها وسهلها ، وفي الآخرة وبقائها ومنجياتها ومهلكاتها دفعا للمراء ، وحذرا من الرياء ، فأثر في قلبى أثرا انقطعت بالمرّة عمّا سوى الله ، وتوجّهت بكلّ وجهي إلى الله ، فحصل لي ما حصل ببركة التفكّر في تلك الساعات ، وظهر لى حقيقة قوله عليهالسلام : «تفكر ساعة خير من عبادة سنة» ، وأنّه أصل لكل العبادات ، ورأس لجميع السعادات» .
وحدّثنى عنه أيضا أنّه قال : «ما أذكر من نفسي أنّي عصيت الله في عمري طرفة عين ، ولا أبرّء نفسي من التجريّ في البين» . وهو الصادق الجدير بما أظهر المصدق الامين فيما ذكر من غير ريب وشين ، والله العالم.
وحدّثني الشيخ الامين والثقه الرزين ، الفاضل المحدّث المسدّد ، العالم العامل الحبر المؤيّد ، فخر الفقهاء وزبدة العلماء الهادي المهديّ شيخنا «الحاج ميرزا محمّد مهديّ» ـ أيّده الله وأبقاه ، وبلّغه منتهى مناه ـ ، وكان صهرا على اخته وصديقه وابن خالته ، وكان منه بمكان من صافي الاخاء خالصا في المحبّة والصداقة