__________________
ـ منها : تفسيره الكبير في خمس وتسعين مجلدا وصل فيه إلى قوله تعالى : (وَعَلَّمْناهُ مِنْ لَدُنَّا عِلْماً)[الكهف : ٦٥] ، فاصطفاه الله تعالى لحضرته.
ومنها : تفسيره الصغير في ثمانية أسفار على طريقة المحققين من المفسرين.
ومنها : كتاب الرياض الفردوسية في الأحاديث القدسية.
فهل يحل لأحد أن يقول لا يجوز مطالعة كتب الشيخ محيي الدين مطلقا! ما ذلك إلّا كفر وتعصّب وعناد انتهى.
قال الشيخ عبد الغفار القوصي في كتاب «الوحيد» : حدّثني الشيخ عبد العزيز المنوفي عن خادم الشيخ محيي الدين قال : كان الشيخ محيي الدين يمشي وإنسان يسبّه ، وهو ساكت لا يرد عليه فقلت : يا سيدي ما تنظر إلى هذا؟ قال : ولمن يقول؟ قلت : يقول لك ، فقال : ما يسبني أنا ، فقلت : كيف ذلك؟ قال : تصوّرت له صفات ذميمة فهو يذم تلك الصفات ، وما أنا موصوف بها ، قلت : قد وقع لنبينا المصطفى صلىاللهعليهوسلم أن من خلقه العظيم كان يقول لأصحابه الكرام رضوان الله تعالى عليهم أجمعين : «ألا تعجبون كيف يصرف الله عني سبّ قريش يسبّون مذمما وأنا محمد».
وكان المشركون قد سموه مذمما ؛ لعتوهم وكفرهم وحاشاه من ذلك صلىاللهعليهوسلم.
وقد كان الشيخ سراج الدين المخزومي شيخ الإسلام بالشام يقول : إياكم والإنكار على شيء من كلام الشيخ محيي ؛ فإن لحوم الأولياء مسمومة ، وهلاك أديان مبغضيهم معلومة ، وبعضهم تنصّر ومات على ذلك ، ومن أطلق لسانه فيهم بالسلب ابتلاه الله تعالى بموت القلب.
وممن أثنى عليه الشيخ كمال الدين الزملكاني وكان من أجلّ علماء بالشام ، وكذلك قطب الدين الحموي ، وقيل له لما رجع من الشام إلى بلاده كيف وجدت الشيخ محيي الدين؟ قال : وجدته في العلم والزهد والمعارف بحرا زاخرا لا ساحل له.
وممن أثنى عليه الشيخ صلاح الدين الصفدي في تاريخ علماء العصر ، وقال : من أراد أن ينظر إلى كلام أهل العلوم اللدنيّة فلينظر في كتب الشيخ محيي الدين بن العربي.
وسئل الحافظ أبو عبد الله الذهبي عن قول الشيخ محيي الدين في كتابه «الفصوص» ما نصّه أنه ما صنفه إلا بإذن من الحضرة المحمدية فقال : ما أظن أن مثل الشيخ محيي الدين يكذب أصلا ، مع أن الحافظ الذهبي كان من أشد المنكرين على الشيخ محيي الدين ، وعلى الطائفة الصوفية هو وابن تيمية ، وممن أثنى على الشيخ قطب الدين الشيرازي.
وكان يقول : إن الشيخ محيي الدين كان كاملا مكتملا في العلوم الشرعية والحقيقية ، ولا يقدح فيه قدح من لم يفهم كلامه ممن لم يؤمن به ، كما لم يقدح في كمال الأنبياء نسبتهم إلى الجنون ، والسمر على لسان من لم يؤمن بهم ، وكان الشيخ مؤيّد الدّين الجندي يقول : ما سمعنا بأحد من أهل الطّريق اطّلع على ما اطّلع عليه الشيخ محيي الدين.
وكذلك كان يقول : الشيخ شهاب الدين السهروردي ، والشيخ كمال الدّين الكاشي ، وقالا فيه : إنه