__________________
ـ الكامل المحقق صاحب الكمالات والكرامات ، مع أن هؤلاء الأشياخ كانوا من أشدّ الناس إنكارا على من يخالف كلامه ظاهر الشريعة.
وممن أثنى عليه الإمام فخر الدّين الرّازي وقال : كان الشيخ محيي الدّين وليّا عظيما ، وممن أثنى عليه الإمام اليافعي : وصرّح بولايته العظمى كما نقل ذلك شيخ الإسلام زكريا الأنصاري في شرحه للرّوض ، وكان اليافعي يجيز رواية كتب الشيخ محيي الدّين.
ويقول : إن حكم إنكار هؤلاء الجهلة على أهل الطّريق حكم ناموسة نفخت على جبل تريد إزالته من مكانه بنفختها ، قال : ومن عادى أولياء الله تعالى فقد عادى أنبياء الله تعالى ، وإن كان لم يبلغ حدّ التكفير الموجب للخلود في النّار.
وممن أثنى عليه الشيخ محمد المغربي شيخ الجلال الأسيوطي ، وترجمه بأنه مربيّ العارفين ، كما أن الجنيد مربيّ المريدين.
وقال : إن الشّيخ محيي الدين روح التنزلات والإمداد ، وألف الوجود ، وعين الشهود ، وهابه المشهود الناهج منهاج النبي العربي قدّس الله سرّه ، وأعلى في الوجود ذكره ، وقد صنّف الشيخ سراج الدّين المخزومي كتابا في الرد عن الشيخ محيي الدين ، وقال : كيف يسوغ لأحد من أمثالنا الإنكار على ما لا يفهم من كلام الفتوحات أو غيرها ، وقد وقف على ما فيها نحو ألف عالم أو أكثر ، وتلقوها بالقبول قال :
وقد شرح كتاب الفصوص جماعة من أعلام الشافعية منهم الشيخ بدر الدين بن جماعة ، وشاعت كتبه في جميع الأمصار ، وقرنت متنا وشرحا في غالب البلاد ورويناها في القراءة الظاهرة في الجامع الأموي وغيره بالإسناد ، وتغالى الناس في شرائها ، ونسخها وتبرّكوا بها وبمؤلّفها لما كان عليه من الزهد ، والعلم ، ومحاسن الأخلاق ، وكان أئمة عصره من علماء الشام ، ومكة ، كلهم يعتقدونه ويأخذون عنه ، ويعدّون نفوسهم في بحر علمه كل شيء ، وهل ينكر على الشيخ محيي الدين إلا جاهل أو معاند؟.
وكان الشيخ عز الدّين بن عبد السّلام يقول : ما وقع إنكار من بعضهم على الشيخ محيي الدين إلا رفقا بضعفاء الفقهاء الذين ليس لهم نصيب من أحوال الفقراء خوفا أن يفهموا من كلام الشيخ أمرا لا يوافق الشرع فيضلوا ، ولو أنهم صبحوا الفقراء لعرفوا مصطلحهم وآمنوا من مخالفة الشريعة.
قال شيخ الإسلام المخزومي : وقد كان الشيخ محيي الدين بالشام وجميع علمائها يتردّدون إليه من غير إنكار ، وقد أقام بين أظهرهم نحوا من ثلاثين سنة ، يكتبون مؤلّفاته ، ويتداولونها ، ويعترفون له بجلالة المقدار ، وأنه أستاذ المحققين من غير إنكار بينهم.
قال الشيخ مجد الدين الفيروزابادي بعد أن ذكر مناقب الشيخ محيي الدين : ثم إن الشيخ محيي الدين كان مسكنه الشام ، وقد أخرج هذه العلوم بالشام ، ولم ينكر عليه أحد من علمانها ، وقد كان قاضي القضاة الشيخ شمس الدين الشافعي يخدم الشيخ خدمة العبيد.