أمروا بالسكوت ، أو بالرموز لا غير ، وكذا فوق مرتبة الإنسان مرتبة المواليد ، ثم مرتبة العناصر ، ثم مرتبة الطبيعة الكلية ، ثم مرتبة الأرواح ، ثم مرتبة الأعيان الثابتة ، ثم
__________________
ـ ومقدماتها لنالوا الثمرات من مراده ، ولم يباين اعتقادهم لاعتقاده ، ولقد كذب وافترى من نسبه إلى القول بالحلول والاتحاد ، ولم أزل أتتبع كلامه في العقائد وغيرها ، وأكثر النظر في أسرار كلامه ، وروابطه حتى تحققت بمعرفة ما هو عليه من الحق الحقيق ، ووافقت الجمّ الغفير المعتقدين من الخلق ، وحمدت الله عزوجل إذ لم أكتب في ديوان الغافلين من الجاحدين لكرامته وأحواله انتهى كلام البلقيني.
قال تلميذه شيخ الإسلام المخزومي : ولما وردت القاهرة عام توفي شيخنا سراج الدين البلقيني ، وذلك في عام أربع وثمانمائة ذكرت له ما سمعت من بعض أهل الشام في حق الشيخ محيي الدين ، من أنه يقول بالحلول والاتحاد.
فقال الشيخ : معاذ الله وحاشاه من ذلك إنما هو من أعظم الأئمة ، وممن سبح في بحار علوم الكتاب والسنة ، وله اليد العظيمة عند الله تعالى والقدم الصدق.
قال المخزومي : فقوي بذلك يقيني في الشيخ من تلك الساعة ، وعلمت أنه من رؤوس أهل السنة والجماعة.
قال المخزومي : ولقد بلغنا أن الشيخ تقي الدين السبكي تكلم في شرحه للمنهاج في حق الشيخ بكلمة ، ثم استغفر الله بعد ذلك وضرب عليها ، فمن وجدها في بعض النسخ فليضرب عليها كما هو في نسخة المؤلف.
قال : مع أن السبكي قد صنف كتبا في الرد على المجسمة والرافضة ، وكتب الأجوبة في الرد على ابن تيمية ، ولم يصنف قط شيئا في الرد على الشيخ محيي الدين مع شهرة كلامه في الشام ، وقراءة كتبه في الجامع الأموي وغيره.
بل كان يقول : ليس الرد على الصوفية مذهبي لعلو مراقبهم.
وكذلك كان يقول الشيخ تاج الدين : وأطال المخزومي في الثناء على الشيخ محيي الدين ، ثم قال : فمن نقل عن الشيخ تقي الدين السبكي ، أو عن الشيخ سراج الدين البلقيني أنهما بقيا على إنكارهما على الشيخ محيي الدين إلى أن ماتا.
فهو مخطئ ، وقال : ولما بلغ شيخنا السراج البلقيني أن الشيخ بدر الدين السبكي شيخ الإسلام بالشام ردّ على الشيخ موضعا من كتاب «الفصوص» أرسل إليه كتابا من جملته :
يا قاضي القضاة الحذر ثم الحذر من الإنكار على أولياء الله تعالى ، وإن كنت ولا بد رادّا فرد كلام من رد على الشيخ وإلا فدع انتهى.
وسئل العماد بن كثير عمن يخطئ الشيخ محيي الدين قال : أخشى أن يكون من يخطئه هو المخطئ ، وقد أنكر قوم على الشيخ فوقعوا في المهالك ، وكذلك سئل الشيخ أن بدر الدين بن جماعة عن الشيخ محيي الدين ، فقال : ما لكم ولرجل قد أجمع الناس على جلالته.