وهو أن العلم في القرآن في موضع القبول والثقة ولم يتهم العلم قط في القرآن وإنما يدان من خالف ما علم ومن لم يعلم وهاتان الصفتان هما الواردتان في قوله تعالى : ( إنه كان ظلوماً جهولاً ). الظالم من لم يعمل بما علم والجاهل من لم يتعلم ما يمكنه أن يتعلم.
ولسنا في حاجة إلى استقصاء أن العلم في موضع الثقة والقبول في القرآن وقد وردت كلمة العلم ومشتقاتها في القرآن في نحواً ص ٨٥٤ مرة في موضع الثقة ورفع الدرجة ولم يدن إلا ترك التعلم وترك العلم بما علم. وهذا ينبغي أن يكون واضحاً لنا جداً ومن البديهات ، ولكن تحقيق ذلك ليس امراً سهلاً ولا هيناً ، ومقابل العلم المقبول الموثوق به في القرآن يدين القرآن الظن ويسحب الثقة منه إن الظن لا يغني من الحق شيئاً .. ما لهم به من علم إلا اتباع الظن.
والمتاهة في الموضوع أننا نخلط العلم بالظن والعكس وهذا يجعل بعض العلم ظناً وبعض الظن علماً وينتج عن ذلك أن لا نثق ببعض العلم أو أن نثق ببعض الظن في بعض الطريق الذي أشرنا اليه ، مما يجعل المسلم يقف في جزة من الطريق ولا يقدر على المتابعة ويتخلى عن العلم ليبقى مؤمناً.
وهذا يعطي الفرصة لمن يريد أن يتهم الإيمان ، ولقد نرى كثيراً من هؤلاء يقولون أن الدين ليس متلاقياً مع العلم أو لا يمكن أن يظل معه أو عليك أن تتخلى عن العلم إذا كنت تريد أن تحتفظ بالإيمان.
وعلينا أن نقرر أن ادراك الصواب في هذا الموضوع بوضوح له أهمية كبرى في استقرار المسلم والمحافظة على توازنه في كثير من المواقف ، كما ينبغي أن نعلم أن الدين الذي يخالف العلم مهما كنا حريصين على بقائه فإن مصيره إلى الزوال حتماً.
قد نستطيع البقاء على الإيمان الذين نظنه يخالف العلم ولكن ليس هذا معناه أننا نستطيع أن نحمل الأجيال التي نأتي بعدنا على نفس