يسعى ويجد في السعي ليحصل ذلك ، وقد يشتد شوقك لتصل إلى ما يعلمك ما تفرق به بين العلم والظن وبين العقل والهوى وإني لأقدر فيك هذا التطلع المقدس إلا أني أقول لك إنك لست ببالغه إلا بشق النفس وعليك أن تكدح لذلك كدحاً حتى تلاقيه وينبغي أن يتضاعف كدحك ولا سيما وأنت في مجتمع مجدب من معنى العلم وفيه قحط شديد في تذوق روح العلم وبرد اليقين.
ولكن أهمس اليك بكلمة قرآنية في هذا الموضوع لعلها تقديك وتكون لك بمثابة نجم القطب في الهداية فأقول لك إن ميزان العلم وبرهانه في العاقبة الايجابية. ( فانظر كيف كان عاقبة المكذبين ... وإلى الله عاقبة الأمور ).
ان هذا لن يجعلك تدرك ما هو علم مما هو ليس بعلم لأن ذلك تكسبه في سعيك المتواصل فمهما قلت لك لا تخف من العلم ولا تتخل عنه في أي جزء من الطريق فإن هذه النصيحة لن تفيدك إلا يسيرا ، كأن أقول لك لا تخف من الماء وأنت لا تعرف السباحة لأن خوفك من التيار إنما يزيله ممارستك.
أشرت إلى ابن تيمية وإلى قاعدته وإلى جرأته في الايمان وثقته في العلم ولكن أريد أن أشير إلى محمد إقبال أيضاً بأنه علم في رأسه نور في هذا الموضوع.
فيا أيها الناشيء المسلم هل عندك قدرة على أن تكدح لفهم اقبال ولا تكتفي بما يقول عنه فلان وفلان ، إنه كان يواجه مشكلة العصر وكان يهدف إلى تجديد تفكير المسلمين وإيقاظهم.
إن مشكلة المسلمين مشكلة. إلى الآن قليل جداً الذين يعترفون بعلم النفس أنه علم وعلم الاجتماع أنه علم بل قد تناقش هذا علم أم لا. قد نعني بمشكلة تغير أوضاع ولكن لن نتمكن من ذلك ما لم نعرف علم تغيير ما بالنفس.