الجميلة لقرون عديدة لا سيما القرن العاشر بينما ترك المسيحيون كل شىء يذبل ويموت ويتبلد فى غربنا» (١).
وقد اهتم بدراسة الدين الإسلامى فى المصادر العربية مما سمح له أن يفهم الإسلام بطريقة مختلفة تماما عن الصورة الراسخة فى الغرب ويقول فى هذا الصدد : «يجب أن أعترف بكامل اليقين بعد دراسة عقلانية للديانة المحمدية أننى وجدت لمحمد وجها مختلفا تماما عن الذى قالوه عنه مما ولد عندى الرغبة فى تعريف العالم به وبالألوان التى تناسبه (٢).
وحين غاص فى هذه العقلية وصل رولاند إلى نتائج وأحكام عن الإسلام كانت أدق وأضبط ألف مرة من التى قالها الكتاب المعاصرون ولو أحسن هؤلاء صنعا لرجعوا إلى أحكام رولاند قبل أن يدلوا بكثير من أقوالهم.
وكان رولاند كاثوليكيا ولكنه لم يبحث عن حقيقة الإسلام من منطلق أن البابويين Papistes يقارنون البروتستانت بالمسلمين ، بل كان دافعه كما يقول هو : «البحث عن الحقيقة حيثما وجدت ، إن إغلاق الباب أمام الأكاذيب من كل صوت مهمة جديرة بالثناء فى كل وقت ، إذ تكشف للناس عن ديانة منتشرة غير محرفة لا تثقلها سحب الغيبة والتغليظ ديانة تظهر للناس بشكلها الحقيقى الذى يلقن فى معابد ومدارس المحمديين ، من هذا المنطلق فقط يمكننا إذن مهاجمتها بنجاح. وإن لم نستطع تدميرها فإننا نستطيع على الأقل تدمير وجودها فى فكرنا».
وهو يسوق مزاعم مشابهات بين اللوثريين (البروتستان أتباع مارتن لوثر) ، والمحمديين لخصها فى الدرس التالى.
١ ـ يفتخر محمد بأنه عنده وحده الإنجيل الصحيح مما يعنى التأكيد بالتمسك بالعهد القديم والجديد واستبعاد ما عداه ونفس الشيء عند لوثر الذى تجرأ بالقول أن ألمانيا قبله لم يكن لها إنجيل
__________________
(١) ص ١٦٣ ه.
(٢).Trad ـ Citee.PVII.