يعبد آلهة عديدة تتنازع فيه هل يمكن أن نقارنه بالمؤمن الذى يعبد الله وحده كما أوضح بلاشير (ترجمة القرآن ـ باريس ١٩٥٧ م ص ٤٩٢) إذا فالمثل القرآنى يتناول الفرق الجوهرى بين المؤمن الموحد وبين من يؤمن بتعدد الآلهة ... بينما تتناول المقطوعة المأخوذة من (الآباء) (١١ ـ ١٣ ، ١٤) الأخلاق وليست لها علاقة بأصول الدين. إذا ليس هناك أى علاقة بين المثل القرآنى والنص المشنانى ويبدو أن سبيير لم يفهم المعنى القرآنى على الإطلاق.
(د) نشير أخيرا إلى الجدل المثار حول عبارة «محمد هو خاتم النبيين» :
قال الله تعالى : (ما كانَ مُحَمَّدٌ أَبا أَحَدٍ مِنْ رِجالِكُمْ وَلكِنْ رَسُولَ اللهِ وَخاتَمَ النَّبِيِّينَ وَكانَ اللهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيماً)(١).
وحتى يشرح هذا التعبير «خاتم» يعود هيرشفيلد إلى الإصحاح سفر حجى الأصحاح (٢) ، آية (٢٣) ، ويقول فى تفسيره فى المرتبة الثانية والعشرين (٢٤٢) (أبحاث جديدة ص ٢٣).
ما ذا يقول السفر (٢) ، الآية (٢٣)؟.
«فى ذلك اليوم يقول رب الجنود أخذك يا زر بابل عبدى ابن سألتيئيل يقول الرب وأجعلك كخاتم ، لأنى قد اخترتك يقول رب الجنود».
ويضيف هيرشفيلد أن كلمة خاتم وردت كذلك فى سفر الملوك الأول فى الإصحاح ٢١ الآية ٨ «ثم كتبت رسائل باسم آخاب وختمتها بخاتمه» أى بمعنى الختم ، أما فى سفر التكوين الإصحاح ٣٨ الآية ٨ ، فجاءت بمعنى الختم المعلق بعناية فى الصدر وذكرت كذلك فى سفر إرميا الإصحاح ٢٢ الآية ٢٤ بمعنى الختم الذى يحمل فى اليد من شدة الحرص عليه.
«حتى أنا ، يقول الرب : ولو كان كنياهو بن يهوياقيم ملك يهوذا خاتما على يدى اليمنى فإنى من هناك أنزعك» وهو نفس المدلول الذى ورد فى سفر حجى ، فالمقصود بكلمة خاتم هو أن الله قال لحجى أنه اختار زر بابل كخادم قيم».
ويشرح هورفيتز فى كتابه «دراسات قرآنية» صفحة (٥٣) ، أن تعبير خاتم
__________________
(١) سورة الأحزاب ، آية (٤٠).