إذا كثر عليه ألم المشي حتى يؤلمه (١).
(وَلكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ) يعني : أهل مكة ، (لا يَعْلَمُونَ) أن الساعة كائنة ، وأن الله مستأثر بعلمها.
(قُلْ لا أَمْلِكُ لِنَفْسِي نَفْعاً وَلا ضَرًّا إِلاَّ ما شاءَ اللهُ وَلَوْ كُنْتُ أَعْلَمُ الْغَيْبَ لاسْتَكْثَرْتُ مِنَ الْخَيْرِ وَما مَسَّنِيَ السُّوءُ إِنْ أَنَا إِلاَّ نَذِيرٌ وَبَشِيرٌ لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ)(١٨٨)
(قُلْ لا أَمْلِكُ لِنَفْسِي نَفْعاً) فأتلقاه (وَلا ضَرًّا) فأتوقاه.
قال الكلبي : نزلت حين قال أهل مكة : يا محمد ، ألا يخبرك ربك بالسعر الرخيص قبل أن يغلو ، فتشتري من الرخيص لتربح عليه عند الغلاء؟ والأرض التي تريد أن تجدب فترتحل منها؟ (٢).
(إِلَّا ما شاءَ اللهُ) أن أملكه. والمعنى : إذا كنت هكذا ، فكيف أعلم متى تقوم الساعة؟ (وَلَوْ كُنْتُ أَعْلَمُ الْغَيْبَ) قبل وقوعه (لَاسْتَكْثَرْتُ مِنَ الْخَيْرِ) من أسباب الرزق والنصر على الأعداء (وَما مَسَّنِيَ السُّوءُ) الفقر وغيره مما يسوء النفس ويؤلمها ، (إِنْ أَنَا إِلَّا نَذِيرٌ) فيه إضمار ، تقديره : إن أنا إلا نذير للكفار من
__________________
ـ وقال : في الأصول : حفى. وقال الجوهري في الصحاح (٦ / ٢٣١٦) : حفي يحفى حفاء ، وهو أن يمشي بلا خف ولا نعل. فأما الذي حفي من كثرة المشي ، أي رقّت قدمه أو حافره ، فإنه حف بيّن الحفى مقصور.
(١) انظر : اللسان (مادة : حفا).
(٢) انظر : أسباب النزول للواحدي (ص : ٢٣٢) ، والوسيط (٢ / ٤٣٤) ، وزاد المسير (٣ / ٢٩٩).